كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

ومن الباب الثاني في المستحاضات
قوله: "وهن أربع" (¬1) بل هن خمس، والخامسة: الناسية المتحيرة المطلقة وغير المطلقة (¬2). وقد أفردها بباب، فلعله فعل ذلك لكونها قسماً من أقسام المعتادة. ورجع عن هذا في باب التلفيق (¬3) وجعلهن أربعاً والناسية الرابعة منهن، وحذف المعتادة المميزة؛ لوضوح حكمها، واستغناءً (¬4) بما قدَّمه منها في هذا الباب.
قالوا: مبتدأة بفتح الدال، مفعولة على أنه يقال: ابتدأها الدم فهي مبتدأة، ولم أجده منصوصاً عليه في كتب اللغة، ولم يقلها الفقهاء بكسر الدال على أنها فاعلة كما في المعتادة وباقي المستحاضات، والله أعلم.
قوله في المميزة: "روي أن فاطمة بنت أبي حبيش (¬5) قالت: إني استحاض فلا (¬6) أطهر. فقال - صلى الله عليه وسلم -: إنما هو دم عرق انقطع، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي" (¬7) هذا الحديث ثابت في
¬__________
(¬1) الوسيط 1/ 477. حيث قال: "وهن أربع: المستحاضة الأولى: مبتدأة مميزة ... وذكر الثانية وهي: المبتدأة التي ليست مميزة، والثالثة: المعتادة، والرابعة: المعتادة المميزة".
(¬2) عرَّف الغزالي المتحيَّرة المطلقة بقوله: "وهي التي نسيت عادتها قدراً ووقتاً؛ لاعتوار علة، أو وقوعها في جنون"، وغير المطلقة بقوله: "وهي التي تحفظ شيئاً" الوسيط 1/ 488، 493.
(¬3) سيأتي التعريف به في بابه إن شاء الله تعالى.
(¬4) في (د): واستغنى، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬5) هي فاطمة بنت أبي حبيش قيس بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، ثبت ذكرها في الصحيحين، روى عنها عروة بن الزبير. انظر ترجمتها في: الاستيعاب 13/ 110، تهذيب الأسماء 2/ 353، الإصابة 13/ 79.
(¬6) في (د): فلم، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬7) الوسيط 1/ 477.

الصفحة 267