كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

وغيرهما (¬1)، والله أعلم.
قوله: "لأنَّ حمي الشمس يفصل من الإناء أجزاء تعلوا الماء كالهباء" (¬2) حمي الشمس بفتح الحاء وإسكان الميم على مثال الرمي، حكاه الأزهري في "تهذيب اللغة" (¬3) وغيره (¬4)، يقال: حميت الشمس تحمي حميًا (¬5). والهباء بفتح الهاء والباء الموحدة والمدِّ هو ما يدخل من الكوَّة (¬6) مع ضوء الشمس شبيه بالغبار (¬7)، والله أعلم.
الأواني المنطبعة (¬8): هي التي تطرق بالمطارق، من نحاس وغيره (¬9).
قوله (¬10): "ولعله لا يجري في الذهب والفضة" (¬11) ليس فيه جزم بالحكم، وقد
¬__________
(¬1) كالشاشي في حلية العلماء (1/ 67)، والبغوي في التهذيب (ص 17)، والرافعي في فتح العزيز (1/ 135). وهذا الذي رجحه ابن الصلاح - رحمه الله - هو المشهور عن الأصحاب. انظر المجموع (1/ 89)، كفاية الأخيار (1/ 19)، نهاية المحتاج (1/ 70).
(¬2) الوسيط (1/ 305) وبعده: فإذا لاقى البدن أورث البرص
(¬3) (5/ 274).
(¬4) حكاه الجوهري في الصحاح (6/ 2330) عن الكسائي.
(¬5) وذلك إذا اشتد حرها، انظر القاموس المحيط (4/ 348).
(¬6) الكوَّة بفتح الكاف وضمها: الثقبة في الحائط. انظر: المصباح المنير (ص 208).
(¬7) انظر: القاموس المحيط (4/ 405)، المصباح المنير (ص 242).
(¬8) قال الغزالي: " ... والمحذور من جهة الطبَّ يختص بالحرارة المفرطة في البلاد الحارة، ولا يختص بوجود القصد، ويختص بالجواهر المنطبعة ... الخ". الوسيط (1/ 305).
(¬9) انظر: المجموع (1/ 88)، التنقيح (ل 14/ ب).
(¬10) في (أ) و (ب): وقوله.
(¬11) الوسيط (1/ 305)، وقبله: ويختص بالجواهر المنطبعة فلا يجري في الخشب والخزف والجلد، ولعله لا يجري ... الخ.

الصفحة 34