كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

قوله: "الإنفحة لبن يستحيل في جوف الخروف" (¬1) هي الإنفحة يكسر الهمزة، وبعدها نون ساكنة، ثم فاء مفتوحة، ثم حاء مهملة مخففة، هذه (¬2) اللغة الجيدة فيها، ويجوز بتشديد الحاء (¬3)، وتكون في جوف الجدي (¬4) أيضًا، والصحيح أنها طاهرة (¬5) لأن استحالتها لا إلى فساد، وهذا قبل تناوله غير اللبن فإذا أكل غير اللبن فقد ذُّكر أنها نجسة بلا خلاف (¬6). قلت: هذا لازم من اسمها، فإنها الإنفحة وبعد الأكل ليست إنفحة، وذكر صاحب "الصحاح" (¬7) أنها إنفحة ما لم يأكل، فإذا أكل فهو كرش، والله أعلم.
¬__________
(¬1) الوسيط (1/ 318). وقبله: الألبان: وهي طاهرة من الآدمي وكل حيوان مأكول، والمذهب نجاستها من كل حيوان لا يؤكل؛ لأنها من بين فرث ودم، وإنما طهارتها لحل التناول. واختلفوا في الإنفحة وهي ... الخ.
(¬2) في (أ): هذا.
(¬3) انظر: الصحاح (1/ 413)، القاموس المحيط (1/ 348)، والإنفحة ويقال: المنفحة: شيء يستخرج من بطن الجدي الرضيع، أصفر فيعصر في صوفه فيغلظ كالجبن، فإذا أكل الجدي فهو كرش، وهو لا يستعمل إلا لذي كرش. انظر: القاموس المحيط الموضع السابق، المصباح المنير (ص 235).
(¬4) وهو ولد المعز، وقيَّده البعض بما كان دون السنة. انظر: الصحاح (5/ 2299)، المصباح المنير (ص 36).
(¬5) انظر: فتح العزيز (1/ 187)، روضة الطالبين (1/ 127)، الغاية القصوى (1/ 230)، مغني المحتاج (1/ 80).
(¬6) انظر: فتح العزيز الموضع السابق، المطلب العالي (/ ل 54/ ب).
(¬7) (1/ 413)، مادة: نفح.

الصفحة 59