أنه ثلاثمائة منًا (¬1)؛ لأنه مأخوذ من استقلال البعير، وبعير العرب يكون ضعيفًا لا يحمل أكثر من مائة وستين منًا، فتحطُّ عنه عشرة أمناء للراوية والحبال" (¬2) هذا كلام غير مرضي ولا يصح قوله "إن ذلك مأخوذ من استقلال البعير"، بل من المعلوم أن القلة سميت قلة لأنها تقل بالأيدي ونحو ذلك (¬3)، أي تحمل من غير تخصيص للبعير، وهي عند العرب عبارة عن الجرَّة الكبيرة أو شبهها نحو الجُب (¬4) وقد فسرها الثقة (¬5) من رواة هذا الحديث (¬6) بقلال كبار كانت بالمدينة تسمى قلال هجر، وهجر ههنا قرية بقرب المدينة لا هجر المعروفة عند البحرين (¬7)، وتفسير الحديث من راويه يقبل وإن لم يسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت معلومة المقدار عندهم كالمكايل، ولولا ذلك لم يقدر بها الشارع - صلى الله عليه وسلم -. ثم
¬__________
(¬1) منا على وزن عصا: هو رطل، وتثنيته منوان وجمعه أمناء، وفي لغة قليلة: منّا بتشديد النون. انظر: تهذيب الأسماء واللغات (3/ 2/ 145).
(¬2) الوسيط (1/ 324 - 325).
(¬3) انظر: معالم السنن للخطابي (1/ 53)، المصباح المنير (ص 196)، المغني لابن قدامة (1/ 36).
(¬4) انظر: القاموس المحيط (3/ 602)، مختار الصحاح (ص 549)، المصباح المنير (ص 196). والجُب: المزادة يخيط بعضها إلى بعض. انظر: القاموس المحيط (1/ 57).
(¬5) في (د): الثقاة، والمثيت من (أ) و (ب).
(¬6) وهو يحيى بن عُقيل كما رواه البيهقي في السنن الكبرى, كتاب الطهارة (1/ 399) رقم (1252) حيث قال: " ... عن ابن جريج قال: أخبرني محمد - أي ابن يحيى - فذكره - أي حديث القلتين - قال محمَّد ليحيى بن عقيل: أي القلال؟ قال: قلال هجر".
ويحيى بن عقيل قال عنه ابن معين: "ليس به بأس"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق". انظر: الجرح والتعديل (9/ 176)، تقريب التهذيب (ص 594).
(¬7) انظر: معجم البلدان (5/ 452)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 2/ 188).