قرأ القرآن وتنسّك وروى عن عكرمة. وله أخبار ظريفة منها أنه قال يوماً: سمعت عكرمة يقول: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن" (¬1) ثم سكت، فقالوا: ما هما؟ فقال: نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الأخرى. ومر برجل يعمل طبقاً فقال: اجعله واسعاً لعلهم يهدون منه إلي شيئاً. وقال: ما رأيت جنازة قط إلا وظننت أن الميت قد أوصى إلي بشيء. وكان صبي قرأ على المعلم أن أبي يدعوك وأشعب جالس، فلبس نعليه وقال: امش بين يديه (¬2). وأخباره كثيرة. ذكره ابن خلكان. قيل: اسمه شعيب وأشعب لقبه - بالباء وقيل بالثاء.
958 - أبو محمد الأشعث بن قيس (104/ أ- ب) بن مَعْدي كَرِب بن مُعَاوية بن جَبَلَة بن عَدي بن ربيعة الكِنْدي (¬3)، المتوفى بالكوفة سنة أربعين.
قدم على النبي -عليه السلام- في وفد كِنْدَة وكان رئيسهم في سنة عشر فأسلم وكان رئيساً في الجاهلية، مطاعاً في قومه، جواداً شجاعاً، ثم ارتد مع عمرو بن معدي كرب لما مات النبي -عليه السلام-.
ثم أسلم في خلافة أبي بكر رضي [الله عنه] وحَسُنَ إسلامه، فَمَنَّ عليه الصديق وزوّجه بأخته أم فَروَة، فشهد القادسية وجلولاء ونهاوند، ونزل الكوفة وسكن بها.
روى عنه ابنه محمد والشعبي والنخعي وابن عدي وغيرهم. ذكره ابن الأثير.
959 - أشك بن أشكان (¬4)، من ملوك الطوائف بعد الإسكندر.
ملك لمضي مائتين وأربعين سنة من الإسكندر وكان مدته عشر سنين، ثم ملك سابور وفيهم أشك بن دارا أيضاً. ذكره البيضاوي في "نظام التواريخ".
¬__________
(¬1) لفظ الحديث "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق" وقد رواه الترمذي رقم (1962) في البر والصلة: باب ما جاء في البخل، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وهو حديث حسن.
(¬2) في (م) "بين يدي".
(¬3) ترجمته في "طبقات ابن سعد" (6/ 22 - 23) و"الجرح والتعديل" (2/ 276) و"الاستيعاب" (1/ 133 - 135) و"أسد الغابة" (1/ 118 - 119) و"جامع الأصول" (23/ 13 - 24) و"مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور (4/ 406 - 416) و"تهذيب الكمال" (3/ 286 - 295) و"سير أعلام النبلاء" (2/ 37 - 43) و"الوافي بالوفيات" (9/ 274 - 275) و"شذرات الذهب" (1/ 221) و"الأعلام" (1/ 332).
(¬4) ترجمته وأخباره في "تاريخ الطبري" (1/ 581، 583) و"مروج الذهب" (1/ 235، 236) و"الكامل في التاريخ" (1/ 294) و"الوافي بالوفيات" (1/ 277).