كتاب سلم الوصول إلى طبقات الفحول (اسم الجزء: مقدمة)

كما سعى المؤلف وهو يذكر الأنساب إلى شرح المنسوب إليه في الغالب، فإن كان مكانًا عَرّفَهُ جغرافيًا، وإن كان شخصًا أو فرقة أو غير ذلك شرح أصلها بإيجاز. ونلاحظ في هذا القسم وجود عدد من الأشخاص ليس بالقليل لم يُذكروا في القسم الأول ولكن وردت أسماؤهم في التراجم التي جرى الحديث عن نسبتها. وبقيت المخالص الشعرية [جمع مَخْلَص] * للشعراء العثمانيين كرؤس مواد دون تعريف على الإطلاق. كما نشهد في هذا القسم قلة عدد الرموز الخاصة بمصادر المؤلف، حيث تظهر في البداية بشكل كثيف ثم تعود فتقل كثيرًا. ويبدو أن المؤلف كتب هذا القسم ليكون متممًا للقسم الأول، وانتهى من تأليفه في ليلة القدر سنة 1053 هـ. (9 ديسمبر 1643 م).
ويتبين من كل ذلك أن كاتب جلبي قد جرى على طريقة منظمة واستخدم أسلوبًا منهجيًا معينًا وهو يعد هذا العمل الموسوعي، فقد قضى حياته حسبما أسلفنا في مطالعة كتب التاريخ والطبقات والتراجم، وكان خلال هذه المطالعات يقوم بتسجيل ما يراه من ملاحظات تتعلق بتراجم الرجال في دفاتر وبطاقات خاصة، واستخدم -وهو يشير إلى المصادر- نظامًا ثابتًا لها، إذ استقر رأيه على قائمة معينة منها ووضع لكل مصدر رمزًا خاصًا. وقد أدرجنا جانبًا مهمًا من تلك الرموز في قائمة سوف ترد فيما بعد، وهذه الأرقام التي وردت مع الرموز تدل على رقم المجلد إذا كان الكتاب له أكثر من مجلد وكذلك على رقم الورقة. وقد وضعت رموز المصادر بالترتيب فوق رؤس المواد، بينما ورد اسم المصدر الذي اعتمد عليه المؤلف صريحًا في نهايات التراجم الطويلة. فإذا ما استخدم مصدرًا من المصادر قام بشطب رمزه الموجود فوق رأس المادة. وهذه الرموز التي تدل على المصادر إنما تبدأ من نهاية حرف التاء الذي يتهي عنده المجلد الأول الذي قام كاتب جلبي بتبيضه (بعد الورقة a 66). ومن ثم يتضح لنا أن المؤلف لم ير داعيًا لكتابة الرموز فوق ترجمة أخذت شكلها النهائي.
وتقع خاتمة الكتاب فيما بين الأوراق (a 563 - 577 a)، وهي طويلة نسبياً. ويذكر فيها المؤلف معلومات متفرقة حول بغداد، والمدرسة النظامية، ورواة الحديث، ومجالس العلم، ورواة الحديث الكبار، ورواة الحديث من الصحابة، والمذاهب، ثم آراء المؤلف حول بعض
¬__________
* المخلص في المصطلح الأدبى العثماني هو الاسم المستعار الذي يختاره الشاعر لنفسه لكي يضمنه في أشعاره وغزلياته فيما يعرف بأدب الديوان والأدب الشعبي.

الصفحة 55