كتاب سلم الوصول إلى طبقات الفحول (اسم الجزء: مقدمة)

مصادر سلم الوصول
لقد استعان كاتب جلبي وهو يكتب كتابه "سلم الوصول" بالعديد من المصادر المهمة العربية والتركية والفارسية، وقد يصعب علينا هنا حصر كل هذه المصادر التي استخدمها في كتابه، وهو قد يذكرها باسمها أو باسم مؤلفيها. وما يمكننا أن نذكره منها هنا هو المصادر التي أوردها المؤلف في أواخر التراجم وبين سطورها، أو ذكرها على شكل رموز، وإن كنا نعجز عن فهم العديد من تلك الرموز وما هي المصادر التي ترمز لها، كما أن المؤلف قد يستخدم أحيانًا عبارة عامة للدلالة على ذلك، كأن يقول: "ذكره أصحاب التواريخ ". ومن هذه العبارة يمكننا التكهن بأن المؤلف استخدم عددًا آخر من المصادر عدا ما ذكره بشكل صريح أو في صورة رموز. ولابد أنه استفاد على سبيل المثال من أعمال بعض العلماء العثمانيين مثل عالي وخوجه سعد الدين، ومن ذيول الشقائق النعمانية ومن تذاكر الشعراء، لكنه لم يذكرها صراحةً. ولعله استفاد كذلك من أعمال بعض علماء الفرس مثل حمد الله المستوفي. ولكنه يقول في آخر القسم الثاني إنه استعان على كتابته بكتاب تحرير اللباب (لب اللباب) للسيوطي واعتمد ترتيبه، ثم أضاف إليه ما وجده في المصادر الأخرى. والمعروف أن "تحرير اللباب للسيوطي" هو مختصر "اللباب في تحرير الأنساب" لابن الأثير، كما أن كتاب "اللباب" هو المختصر المزيد "لكتاب الأنساب" للسمعاني. ويُلاحظ على كاتب جلبي وهو يستعين بتحرير اللباب أنه يشير إلى الإضافات التي وضعها السيوطي على كتاب ابن الأثير، وإلى الإضافات التي وضعها هو نفسه على كتاب السيوطي، والمثال على ذلك:
الأرنبوي: قال السمعاني: أظنها من قرى نيسابور
الأزرق: .............
الألوسي: .............
الخفاجي: ....... قال السمعاني: .... وقال ابن الأثير: ........
الحوفي: ..... ، وكنت أظن ...... قال السيوطي .....
البسطامي: قال ياقوت ..... وقال السمعاني .... ، والأول أرجح إلى بسطام بلد بطريق ..... الشذائي: .... أقول: ضبط بعضهم بتشديد الذال ....
ويزيد عدد المصادر التي قمنا نحن بحصرها عن 150 مصدرًا، تضم فيما بينها كتبًا في التاريخ الإسلامي العام، وتواريخ الأسر الحاكمة، والأنساب، وتواريخ المدن، وكتب الطبقات المختلفة، ومصادر رجال الحديث، وكتب التراجم العامة، والمعاجم. كما أنه استفاد بشكل واسع من كتب الجغرافيا في القسم الثاني من الكتاب، ولا سيما من "كتاب الأنساب" للسمعاني الذي أخذ عنه الكثير. لكنه سجل أسماء الغالبية العظمى من كتب الجغرافيا التي

الصفحة 57