كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)
12
مضت مائة لعام ولدت فيه
و عام بعد ذاك و حجّتان
و قد أبقت صروف الدّهر منّى
كما أبقت من السّيف اليمانى 1
قال الشريف المرتضى، فى كتابه «غرر الفرائد، و درر القلائد» 2: إن أيام الخنان أيّام كانت للعرب قديمة، هاج بهم فيها مرض فى أنوفهم و حلوقهم.
قلت: 3 و هو بضمّ الخاء و فتح النون، و قد يشتبه بالختان، بكسر الخاء و التاء المثناة من فوق.
و كانت العرب تؤرّخ بالنجوم، و هو أصل قولك: نجّمت 4 على فلان كذا حتى يؤدّيه فى نجوم. و أول من أرّخ الكتب من الهجرة عمر بن الخطاب رضى اللّه تعالى عنه، فى شهر ربيع الأوّل، سنة ست عشرة، و كان سبب ذلك، أن أبا موسى الأشعرىّ رضى اللّه عنه، كتب إلى عمر رضى اللّه عنه: إنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندرى على أيّها نعمل، قد قرأنا صكّا منها محلّه شعبان فما ندرى أى الشّعبانين، الماضى أو الآتى. فعمل عمر رضى اللّه تعالى عنه على كتب التاريخ، فأراد أن يجعل أوّله رمضان، فرأى أن الأشهر الحرم تقع حينئذ فى سنتين، فجعله من المحرّم، و هو آخرها، فصيّره أوّلا لتجتمع فى سنة واحدة.
و كان قد هاجر صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الخميس، لأيام من المحرّم، فمكث مهاجرا بين سير و مقام مدّة شهرين و ثمانية أيّام.
فصل 5 تقول العرب: أرّخت و ورّخت،
فيقلبون الهمزة واوا، لأنّ الهمزة نظير الواو فى المخرج، فالهمزة من أقصى الحلق، و الواو من آخر الفم، فهى تحاذيها 6، و لذلك قالوا فى وعد: أعد،
1) فى شعر النابغة: «فقد أبقت».
2) أمالى المرتضى 1/ 264. و هذا النقل عن الشريف المرتضى لم يرد فى الوافى بالوفيات.
3) هذا قول المصنف.
4) فى ن: «أرخت»، و المثبت فى: ط، و الوافى.
5) هذا الفصل أيضا فى الوافى بالوفيات 1/ 16، 17.
6) فى ط، و الوافى؛ «محاذيها»، و المثبت فى: ن.