كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)
13 و فى وجوه: أجوه، و فى أثؤب: أثوب، و فى أحد: وحد. فعلى ذلك يكون المصدر تاريخا/و توريخا بمعنى 1.
و قاعدة التاريخ عند أهل العربيّة أن يؤرّخوا بالليالى دون الأيّام؛ لأن الهلال إنمّا يرى ليلا، ثم إنهم يؤنّثون المذكّر و يذكّرون المؤنث، على قاعدة العدد؛ لأنك تقول: ثلاثة غلمان، و أربع جوارى 2.
إذا عرفت ذلك، فإنك تقول فى الليالى ما بين الثلاث إلى العشر: ثلاث ليالى، و أربع ليالى، إلى بابه.
و تقول فى الأيّام ما بين الثلاثة إلى العشرة: ثلاثة أيام، و أربعة أيام، إلى بابه.
و أمّا واحد و اثنان، فلم يضيفوهما إلى مميّز، فأمّا ما جاء من قول الشاعر 3:
كأنّ خصييه من التّدلدل
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل 4
فبابه الشعر، و ضرورة الشعر لا تكون قاعدة، و إنما امتنعوا من ذلك؛ لأنه يكون من باب إضافة الشاء إلى نفسه؛ فإنك إذا قلت: اثنا يومين، أو واحد رجل، فاليومان هما الاثنان، و الواحد هو الرّجل، و إذا قلت: يوم و رجلان. فقد دللت على الكمّيّة و الجنس، و ليس كذلك فى أيّام و رجال، فيما فوق الثلاثة؛ لأن ذلك يصحّ على القليل و الكثير، فيضاف العدد إليه لتعلم الكمّيّة.
و أضافوا العدد من الثلاثة إلى العشرة إلى جموع القلّة، فقالوا: ثلاثة أيّام، و أربعة أحمال، و خمسة أشهر، و ستة أرغفة، و لا يورد هاهنا قوله تعالى 5: (ثَلااثَةَ قُرُوءٍ) 6، لأنّه ميّز الثلاثة بجمع الكثرة؛ لأن المعنى كل واحد من المطلّقات تتربّص للعدّة ثلاثة أقراء، فلما
1) ساقط من: ن، و هو فى: ط، و الوافى.
2) فى الوافى: «جوار»، و المثبت فى الأصول، و انظر كلام المصنف فى التنبيه الذى سيلى بعد صفحات.
3) البيت غير منسوب، فى اللسان (خ ص ى) 14/ 230، و صدره فيه أيضا (د ل ل) 11/ 249.
4) ثنتا حنظل: أراد حنظلتان. انظر اللسان 14/ 230.
5) سورة البقرة 228.
6) هذه قراءة جمهور الناس، و يروى: «قروّ» بكسر الواو و شدها من غير همزة، و قرأ الحسن: «قرء» بفتح القاف و سكون الراء و التنوين. تفسير القرطبى 3/ 113.