كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

17
فصل فى كيفية كتابة التاريخ 1

تقول للعشرة و ما دونها: خلون؛ لأن المميّز جمع، و الجمع مؤنث.
و قالوا لما فوق العشرة: خلت، و مضت؛ لأنهم يريدون أن مميّزه واحد.
و تقول من بعد العشرين: لتسع إن بقين، و ثمان إن بقين، تأتى بلفظ الشّك؛ لاحتمال أن يكون الشهر ناقصا أو كاملا.
و قد منع أبو علىّ الفارسىّ: لمستهلّ؛ لأن الاستهلال قد مضى، و نصّ على أن يؤرّخ بأول الشهر فى اليوم، أو بليلة خلت منه.
قال الحريرىّ، فى «درّة الغوّاص»: 2 و العرب تختار أن تجعل النون للقليل و التاء للكثير، فيقولون: لأربع خلون، و لأربع عشرة ليلة خلت.
قال: و لهم اختيار آخر، و هو أن تجعل ضمير الجمع الكثير 3 الهاء و الألف، و ضمير الجمع القليل الهاء و النون المشدّدة، كما نطق القرآن به، قال اللّه تعالى 4: (إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللّاهِ اِثْناا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتاابِ اَللّاهِ يَوْمَ خَلَقَ اَلسَّمااوااتِ وَ اَلْأَرْضَ مِنْهاا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ اَلدِّينُ اَلْقَيِّمُ فَلاا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). فجعل ضمير الأشهر الحرم بالهاء و النون لقلّتهنّ، و ضمير شهور السّنة الهاء و الألف لكثرتها.
و كذلك اختاروا أيضا أن ألحقوا لصفة الجمع الكثير الهاء، فقالوا: أعطيته دراهم كثيرة، و أقمت أيّاما معدودة. و ألحقوا لصفة الجمع القليل الألف و التاء، فقالوا: أقمت أيّاما معدودات، و كسوته أثوابا رفيعات.

1) الوافى بالوفيات 1/ 20، 21.
2) درة الغواص 45.
3) فى الأصول، و الوافى بالوفيات: «للكثير» و المثبت فى درة الغراض.
4) سورة التوبة 36.

الصفحة 17