كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

262 و لعلّ اللّه أراد به خيرا، و ادّخر له ذلك عنده.
و من تصانيفه «الرّدّ على ابن تيميّة»، و هو فيه/منصف، متأدّب، صحيح المباحث، و بلغ ذلك ابن تيميّة، فتصدّى للرّدّ على ردّه.
و ذكره الذّهبىّ فى «تاريخه»، فقال: كان نبيلا، و قورا، فاضلا، كثير المحاسن و البرّ، و ما أظنّه روى شيئا من الحديث. انتهى.
و لمّا كان شهر رجب سنة سبعمائة طلب بطرك النّصارى، و ربّان اليهود، و جمع القضاة و العلماء، و فوّض إليه أخذ العهد عليهم و تجديده، فجدّدوه، و كان من جملة ما شرط عليهم، أن لا يركب أحد منهم فرسا و لا بغلة؛ و أن لا تلبس النّصارى العمائم الزّرق، و اليهود العمائم الصّفر، فالتزموا بذلك و استمرّ.
و يقال: إنّه كان له دفتر يكتب فيه ما يستدينه، فأوصى عند موته أن يعتمد ما فيه، فجاء شخص، فذكر أنّ له عنده مائتى درهم، فلم يجدوها فى الدّفتر، فرآه شخص من أصدقائه فى منامه، فقال له: إن الرجل صادق، و إنّها فى الدّفتر بقلم دقيق. فانتبه الرجل، فوجد الأمر كما قال.
و يقال إنه حجّ، فسأل اللّه حاجة، و لم يذكر ذلك لأحد، فجاء شخص بعد مدّة، فقال:
رأيت النبىّ صلّى اللّه علسه و سلّم فى النّوم، فأمرنى أن أقول لك: أعطنى جميع ما عندك، و الأمارة الحاجة التى سألتها بمكّة.
فقال: نعم. و أخرج له ما عنده، و هو مائة دينار و ألف درهم. و قال: لو كان عندى أكثر من هذا لدفعته لك؛ فإن الأمارة صحيحة.
و اللّه تعالى أعلم.
***

121 - أحمد بن إبراهيم بن عمر ابن أحمد العمرىّ، الصّالحىّ، شهاب الدّين *

المعروف بابن زبيّبة، بزاى مضمومة، و باء موحّدة، و ياء مشدّدة، تصغير زبيبة.

*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 100.

الصفحة 262