كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

281 و ألّف للسّلطان محمّد بن السّلطان مراد خان قصيدة فى علم العروض، ستمائة بيت، سمّاها «الشافية فى علم العروض و القافية».
مات سنة أربع و تسعين و ثمانمائة.
و من نظمه قصيدة يمدح بها النبىّ صلّى اللّه عليه و سلم، منها 1:

لقد جاد شعرى فى ثناك فصاحة
و كيف و قد جادت به ألسن الصّخر

لئن كان كعب قد أصاب بمدحة
يمانيّة تزهو على التّبر فى القدر

فلى أمل يا أجود النّاس بالعطا
و يا عصمة العاصين فى ربعة الحشر 2

شفاعتك العظمى تعمّ جرائمى
إذا جئت صفر الكفّ محتمل الوزر

و أوّل منظومة «الشافية» قوله 3:

بحمد إله الخلق ذى الطّول و البرّ
بدأت بنظم طيّه عبق النّشر

و ثنّيت حمدى بالصّلاة لأحمد
أبى القاسم المحمود فى كربة الحشر

صلاة تعمّ الآل و الشّيع الّتى
حموا وجهه يوم الكريهة بالنّصر

ذكره الحافظ جلال الدّين السّيوطىّ، فى كتابه «نظم العقيان، فى أعيان الأعيان».
و ذكره صاحب «الشقائق»، فقال ما ملخّصه: إن الكورانىّ كان حنفىّ المذهب، قرأ ببلاده، و تفقّه، ثم ارتحل إلى القاهرة، و قرأ بها القراءات العشر، و سمع الحديث، و أجازه ابن حجر، و غيره.
ثم رحل إلى الدّيار الرّوميّة، و اجتمع بالسّلطان مراد خان، فأكرمه، و عظّمه، و جعله مؤدّبا لولده السّلطان محمد، فأقرأه القرآن، و أحسن تأديبه.
ثم إن السلطان محمدا المذكور لمّا جلس على سرير الملك، بعد موت أبيه، عرض الوزارة عليه، فأبى و لم يقبل، و قال: إنّ من ببابك من الخدم و العبيد، إنما يخدمونك/لينالوا الوزارة فى آخر أمرهم، فإذا كان الوزير من غيرهم تتغيّر خواطرهم، و يختلّ أمر السّلطنة. فأعجبه ذلك.

1) الأبيات فى نظم العقيان 39.
2) فى ص، ن: «فى ربقة الحشر»، و المثبت فى: ط، و نظم العقيان.
3) الأبيات فى نظم العقيان 40.

الصفحة 281