كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

298 و روى الخطيب فى «تاريخه 1» أن طاهر بن خلف، قال: سمعت محمد بن الواثق، الذى يقال له المهتدى باللّه، يقول: كان أبى إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ مقيّد، فقال أبى: ائذنوا لأبى عبد اللّه و أصحابه. يعنى ابن أبى دواد.
قال: فأدخل الشيخ، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين.
فقال: لا سلّم اللّه عليك.
فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدّبك به مؤدّبك، قال اللّه تعالى 2: (وَ إِذاا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهاا أَوْ رُدُّوهاا)، و اللّه ما حيّيتنى بها، و لا بأحسن منها.
فقال ابن أبى دواد: يا أمير المؤمنين، هذا رجل متكلّم.
فقال له: كلّمه.
فقال: يا شيخ، ما تقول فى القرآن؟
قال الشيخ: لم تنصفنى المسألة، أنا أسألك قبل.
فقال له: سل.
فقال الشيخ: ما تقول فى القرآن؟
فقال: مخلوق.
فقال الشيخ: هذا شاء علمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علىّ، و الخلفاء الرّاشدون، أم شاء لم يعلموه؟
فقال: شاء لم يعلموه.
فقال: سبحان اللّه، شاء لم يعلمه النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أبو بكر، و لا عمر، و لا عثمان، و لا علىّ، و لا الخلفاء الراشدون، علمته أنت!

1) تاريخ بغداد 4/ 151، 152.
2) سورة النساء 86.

الصفحة 298