كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

299 قال: فخجل ابن أبى دواد.
و قال: أقلنى.
قال: و المسألة بحالها؟
قال: نعم.
قال: ما تقول فى القرآن؟
فقال: مخلوق.
فقال: هذا شاء علمه النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علىّ، و الخلفاء الرّاشدون، أم لم يعلموه؟
فقال: علموه، و لم يدعوا الناس إليه.
قال: أفلا وسعك ما وسعهم!!
قال 1: ثم قام أبى، فدخل مجلس الخلوة، و استلقى على قفاه، و وضع إحدى رجليه على الأخرى، و هو يقول: هذا شاء لم يعلمه النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أبو بكر، و لا عمر، و لا عثمان، و لا علىّ، و لا الخلفاء الرّاشدون، علمته أنت، سبحان اللّه، هذا 2 شاء علمه النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علىّ، و الخلفاء الراشدون، و لم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم.
ثم دعا الحاجب، و أمره أن يرفع عن الشيخ قيوده، و يعطيه أربعمائة دينار، و يأذن له فى الرجوع، و سقط من عينه ابن أبى دواد، و لم يمتحن بعد ذلك أحدا. انتهى.
و قد أنكر ابن السّبكىّ فى «طبقاته 3» أن يكون صدر من ابن أبى دواد مثل هذا الكلام، الذى تنبو عنه الأسماع، و تنفر منه الطّباع، و هو قوله «شاء لم يعلموه»، فقال:

1) زيادة من: ص، على ما فى: ط، ن.
2) ساقط من: ص، و مضروب عليه بالحمرة فى: ط، و هو فى: ن.
3) طبقات الشافعية 2/ 55 - 61.

الصفحة 299