كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

301 قال: و قد دامت هذه المحنة شطرا من خلافة المأمون، و استوعبت خلافة المعتصم و الواثق، و ارتفعت فى خلافة المتوكّل.
و قد كان المأمون الذى افتتحت فى أيّامه، و هو عبد اللّه المأمون بن هارون الرّشيد، ممّن عنى بالفلسفة، و علوم الأوائل، و مهر فيها، و اجتمع عليه جمع من علمائها، فجرّه ذلك إلى القول بخلق القرآن.
قال: و ذكر المؤرّخون أنه كان بارعا فى الفقه، و العربيّة، و أيّام الناس، و كان ذا حزم، و حكم، و علم، و دهاء، و هيبة، و ذكاء، و سماحة و فطنة، و فصاحة، و دين.
قيل: ختم فى رمضان ثلاثا و ثلاثين ختمة، و صعد فى يوم منبرا، و حدّث فأورد بسنده نحوا من ثلاثين حديثا، بحضور القاضى يحيى بن أكثم، ثم قال له: يا يحيى، كيف رأيت مجلسنا؟
فقال: أجلّ 1 مجلس يفقّه الخاصّة و العامّة.
فقال: ما رأيت له حلاوة، إنما المجالس لأصحاب الخلقان و المحابر.
و قيل: تقدّم إليه رجل غريب، بيده محبرة، قال: يا أمير المؤمنين، صاحب حديث، منقطع به السّبيل.
فقال: ما تحفظ فى باب كذا؟.
فلم يذكر شيئا.
قيل: فما زال المأمون يقول: حدّثنا هشيم، و حدّثنا يحيى، و حدّثنا حجّاج، حتى ذكر الباب.
ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئا.

1) فى ص: «أحلى»، و هو يتفق مع كلام المأمون التالى، و المثبت فى: ط، ن، و طبقات الشافعية.

الصفحة 301