كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

306 قال: كافر.
قلت: فابن أبى دواد؟
قال: كافر باللّه العظيم.
قلت: بماذا كفر؟
قال: بكتاب اللّه تعالى، قال اللّه تعالى 1: (وَ لَئِنِ اِتَّبَعْتَ أَهْوااءَهُمْ بَعْدَ اَلَّذِي جااءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ)، فالقرآن من علم اللّه، فمن زعم أنّ علم اللّه مخلوق فهو كافر باللّه العظيم.
و قال أبو حجّاج الأعرابىّ يهجوه:

نكست الدّين يا ابن أبى دواد
فأصبح من أطاعك فى ارتداد 2

زعمت كلام ربّك كان خلقا
أمالك عند ربّك من معاد

كلام اللّه أنزله بعلم
و أوحاه إلى خير العباد

و من أمسى ببابك مستضيفا
كمن حلّ الفلاة بغير زاد

لقد أظرفت يا ابن أبى دواد
بقولك إنّنى رجل إيادى

قلت: قد ظلمه هذا الشاعر، بنسبته إلى البخل، مع ما قدّمنا ذكره عنه من المكارم، و حسن الصّنيع إلى من يعرف و من لا يعرف، حتى لعدوّه، و أحسن منه قول بعضهم يهجوه أيضا 3:

لو كنت فى الرّأى منسوبا إلى رشد
أو كان عزمك عزما فيه توفيق

لكان فى الفقه شغل لو قنعت به
من أن تقول كلام اللّه مخلوق

ماذا عليك و أصل الدّين يجمعهم
ما كان فى الفرع لو لا الجهل و الموق 4

1) سورة البقرة 120.
2) فى ص: «فأصبحك من أطاعك»، و فى ن: «و أصبح من أطاعك»، و المثبت فى: ط، و تاريخ بغداد، و الأبيات فيه 4/ 153.
3) الأبيات فى: تاريخ بغداد 4/ 153.
4) الموق: الحمق.

الصفحة 306