كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

307 و فى «تاريخ الخطيب» 1 عن أبى الذيل، قال: دخلت على ابن أبى دواد، و ابن أبى حفصة ينشده هذه الأبيات 2:

فقل للفاخرين على نزار
و منها خندف و بنو إياد

رسول اللّه و الخلفاء منّا
و منّا أحمد بن أبى دواد

قال: فقال لى: كيف تسمع يا أبا الهذيل؟
فقلت: هذا يضع الهناء مواضع النّقب 3.
ثم إن أبا الهذيل 4 نقض على ابن أبى حفصة، فقال:

فقل للفاخرين على نزار
و هم فى الأرض سادات العباد

رسول اللّه و الخلفاء منّا
و نبرأ من دعىّ بنى إياد

و ما منّا إياد إذ أقرّت
بدعوة أحمد بن أبى دواد 5

فبلغ ابن أبى دواد قوله، فقال: ما بلغ منّى أحد ما بلغ هذا الكلام، و لو لا أنّى أكره أن أنبّه عليه، لعاقبته عقابا لم يعاقب أحد مثله، جاء إلى منقبة كانت لى، فنقضها عروة عروة.
كذا عزاه الخطيب إلى ابن أبى حفصة و أبى الهذيل، و قال الصّلاح الصّفدىّ، فى كتاب «المجاراة و المجازاة»: إن الأبيات الأوّل لمروان بن أبى الجنوب، و الأبيات الثانية لأبى الهفّان المهزمىّ. و اللّه أعلم.
و روى أن ابن أبى دواد، كان بينه و بين محمّد بن عبد الملك الزّيّات، وزير المعتصم، مناقشات 6 و شحناء، حتى قيل: إن أحمد قال له مرّة: و اللّه ما أجيئك 7 متكثّرا بك من

1) تاريخ بغداد 4/ 142، 143.
2) البيتان أيضا فى وفيات الأعيان 1/ 86، و ذكر أنها لمروان بن أبى الجنوب، و سينبه المؤلف إلى هذا فيما بعد.
3) يضرب هذا مثلا لمن يضع الأمر فى نصابه. و الهناء: القطران.
4) فى وفيات الأعيان 1/ 87، أن الذى فعل ذلك هو أبو هفان المهزمى، و سيشير المؤلف إلى هذا فيما بعد.
5) فى وفيات الأعيان: «إن أقرت».
6) فى وفيات الأعيان 1/ 88: «منافسات».
7) فى ط، ن: «أحبك»، و المثبت فى: ص، و وفيات الأعيان.

الصفحة 307