كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

310

الزيت لا يزرى بأحسابنا
أحسابنا معروفة البيت

قيّرتم الملك فلم ينقه
حتى غسلنا القار بالزّيت 1

و فى هذا إشارة إلى ما يقال من أنّه كان فى أجداد أحمد من يبيع القار.
و من مختار شعر أبى تمّام فى مدحه قوله 2:

أ أحمد إنّ الحاسدين كثير
و مالك إن عدّ الكرام نظير

حللت محلاّ فاضلا متقادما
من الفخر و المجد القديم فخور

و كلّ غنىّ أو فقير فإنّه
إليك و إن نال السّماء فقير 3

إليك تناهى المجد من كلّ وجهة
يصير فما يعدوك حيث تصير

و بدر إياد أنت لا ينكرونه
كذاك إياد للأنام بدور

تجنّبت أن تدعى الأمير تواضعا
و أنت لمن يدعى الأمير أمير

فما من ندى إلاّ إليك محلّه
و لا رفعة إلاّ إليك تسير 4

و قال أيضا، من قصيدة فى مدحه 5:

أيسلبنى ثراء المال ربّى
و أطلب ذاك من كفّ جماد

زعمت إذا بأنّ الجود أضحى
له ربّ سوى ابن أبى دواد

و من كلام أحمد الذى ينبعى أن يكتب بماء الذهب: ثلاثة ينبغى أن يبجّلوا و تعرف أقدارهم: العلماء، و الولاة، و الإخوان؛ فمن استخفّ بالعلماء أهلك دينه، و من استخفّ بالولاة أهلك دنياه، و من استخفّ بالإخوان أهلك مروءته.
و حكى عنه ولده، أنه كان إذا صلّى رفع يديه، و قال 6:

ما أنت بالسّبب الضّعيف و إنّما
نجح الأمور بقوّة الأسباب

1) فى وفيات الأعيان: «فلم ننفقه».
2) ديوان أبى تمام 160.
3) فى ط، ن: «و كل غنى»، و المثبت فى: ص، و الديوان.
4) فى الديوان: «و لا رفقة إلا إليك تسير».
5) ديوان أبى تمام 81.
6) وفيات الأعيان 1/ 87، و تاريخ بغداد 4/ 143، و الفهرست صفحة 4 (من التكملة).

الصفحة 310