كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

317 تعالى، أن يرزقه ولدا صالحا، فولد له أحمد هذا، فى يوم عاشوراء، سنة أربع و خمسين و سبعمائة.
و مات أبوه و له تسع سنين، فلازم الاشتغال حتى برع فى أنواع العلوم، و صار يضرب به المثل فى الذّكاء.
و خرج من بلده و له عشرون سنة، فطاف البلاد، و أقام بالشّام مدّة.
و درّس الفقه و الأصول، و شارك فى الفنون، و كان بصيرا بدقائق العلوم.
و كان يقول: أعجب الأشياء عندى البرهان القاطع، الذى لا يكون فيه للمنع مجال، و الشكل الذى يكون فيه فكر ساعة.
ثم سلك طريق التصوّف، و صحب جماعة من المشايخ مدّة.
ثم رحل إلى القاهرة، و فوّض إليه تدريس الحديث بالظّاهريّة 1، فى أوّل ما فتحت، ثم درّس الحديث بالصّرغتمشيّة 2، و قرأ فيها «علوم الحديث» لابن الصّلاح، بقوّة ذكائه حتى صاروا يتعجّبون منه.
ثم إن بعض الحسدة دسّ إليه سمّا، فمرض، و طال مرضه، إلى أن مات فى المحرّم، سنة إحدى و تسعين، و كثر الثناء عليه جدّا.
و ترك ولدا صغيرا من بنت الأقصرائىّ 3، و أنجب بعده، و تقدّم، و هو محبّ الدّين، إمام السّلطان فى زمنه.
***

1) يعنى ظاهرية القاهرة، و هناك مدرستان بشارع المعز لدين اللّه (منطقة النحاسين و بين القصرين) يطلق عليهما هذا الاسم، بنى الأولى الظاهر برقوق، و بنى الثانية الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى. انظر حاشية النجوم الزاهرة 11/ 240.
2) هى جامع صرغتمش، بجانب مسجد ابن طولون من الجهة البحرية الغربية للجامع بشارع الخضيرى، قسم السيدة زينب. انظر حاشية النجوم 10/ 308، 309.
3) فى ص: «الأقسراى» و المثبت فى: ط، ن.

الصفحة 317