كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

333

مثل ما شاع أن أحمد مولا
نا بديع الزمان أضحى الإماما

واحد صحّ فيه جمع المعانى
مفرد قد حوى الكمال تماما

و به للعلوم شأو رفيع
شامخ المجد للسماء تسامى

و هو فى حلبة السّباق مجلّ
و محلّ لكلّ أمر تعامى 1

كم جلا مشكلا و حلّ عويصا
و كفى معضلا و أطفى أواما

يا بديع البيان منطقك العذ
ب المعانى فاق العقود نظاما 2

و إذا ما نثرت درّا تمنّت
زهر الأفق أن تكون كلاما

حزت مجدا و سؤددا و عفافا
و افتخارا و رفعة و مقاما

ألفت كفّك المكارم حتى
فقت كلّ الورى وفقت الكراما

فقت معنا بذلا و سحبان نطقا
و حبيبا شعرا و سدت عصاما

و أخذت العلوم عن خير أصل
لسماك السّما غدا يتسامى 3

قد حوى المجد و الكمال جميعا
و امتطى غارب العلى و السّناما

و هو أعلى الورى مقاما و أوفا
هم عطاء جمّا و أرعى ذماما

يا رفيع الجناب يا حسن الوص‍
ف و يا من فاق الورى إعظاما

عش قريرا بفرعك الشّامخ الأص‍
ل و لازم شكر الإله دواما

و اقبلن بنت ليلة منك جاءت
تتمنىّ قبولها إنعاما

و أتت تلثم التراب و تهدى
لك منّى تحيّة و سلاما

فتجاوز عنها بحلمك و اسلم
ما شدا بلبل و فاح خزامى

و قد مدحه العبد الفقير إلى اللّه تعالى، جامع هذه «الطبقات»، بقصيدة تائيّة، عندى أنها من الشّعر الجيّد أو المقبول، و إن لم تكن عند الغير كذلك؛ فقد شرفت بمن قيلت فيه، و نظمت لأجله، كما قلت فى هذا المعنى:

و الشعر قد يرزق سعدا بمن
قد قاله أو قيل فى حقّه

1) كذا فى الأصول: «و محل لكل أمر تعامى».
2) فى ط، ن: «يا بديع الجمال»، و المثبت فى هامش ط.
3) السماك: أحد نجمين نيرين، يقال لأحدهما الأعزل، و للآخر الرامح. القاموس (س م ك).

الصفحة 333