كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

334 و هى هذه:

لى فى الغرام بمن أهوى صبابات
لها نهايات من يهوى بدايات

و كلّ صبّ له فى الحبّ مرتبة
لى فوقها رتب فيه عليّات

بقدر من عاشق العشّاق منزلهم
و فى الجمال لمن أهوى مزيّات

و كلّ من شغلته الغانيات عن ال‍
أغنّ أشغاله عندى بطالات

حبّ المقرطق لا حبّ المقنّع لى
بالرّوح فيه و بالدّنيا مغالاة 1

ظبى من التّرك إلاّ أنّ أعينه
مهنّدات لها بالرّوح فتكات

من الخطا ما خطا إلاّ و داخله
بالقدّ عجب و للأغصان شمخات

ما اهتزّ إلاّ و بزّ الناس أنفسهم
و هكذا شأنهنّ السّمهريّات

حذار يا قلب من ألحاظه فلها
سهام حتف لها بالقلب رشقات

و لا يغرّك ما يخطى و كن يقظا
ففى سهام الخطا تلفى إصابات

عذاره حجّة بالعذر قائمة
بها لقاضى قضاة الحسن إثبات

مسك على طرس كافور به كتبت
يد البديع و للبارى احتكامات

أو جنّة الحسن حول الخدّ قد نبتت
و الخدّ نار و ما للنار إنبات

للّه ما قد رأت عيناى من عجب
نار بها نبتت للآس جنّات

كأنّ أصداغه للهائمين بها
سود العقارب أو للعطف واوات

و البدر طلعته و الليل طرّته
إذ كان للوصل فى أخراه ميقات

و قبله ما رأت عينى و لا سمعت
أذنى بليل بهيم فيه قمرات

كأنما خاله تحت العذار فتى
قد زمّلته ثياب سندسيّات

أو بلبل برياض الخدّ مستتر
من خارج اللّحظ أخفته المخافات

أو سارق فى ظلام الليل أمّ إلى
كنوز ثغر بها تلفى السّعادات

أو راهب يقرأ الإنجيل من صحف
ما فى الحواشى بها للخطّ غلطات

سلطان حسن أعزّ الناس دان له
إلاّ الرّوادف فهى الخارجيّات

على القلوب خفيفات على ثقل
فيهنّ فهى الخفيفات الثقيلات

للّه أوقاتنا اللاّتى مررن و فى
حال الحقيقة يا هذا حلاوات

1) المقرطق: لابس القرطق، و هو لباس. و يريد هنا غزله بالغلمان، لا بالجوارى.

الصفحة 334