كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

335

نضمّ فيهنّ أغصان القدود كما
ضمّت حنوّا على الطفل الحنونات

و نحتسى من سلاف الثّغر ما عجزت
عنه العجوز و هاتيك المدامات

تمضى الليالى و لا ندرى لها عددا
كأنّ أعوامنا بالوصل ساعات

حتى رمانى زمانى عن حنيّته
سهام هجر و ما عندى مجنّات

و صار روحى و روح الحبّ فى جسد
و دون نيل المنى منه مسافات

و الهف قلبى على ما فات من فرص الزّ
مان إذ فرص الدّهر اختلاسات

/أخّرتها و هى لذّات بها سمح الدّ
هر البخيل و للتّأخير آفات 1

يا نازلين الحشا فى صدّكم عجب
و للشّمائل بالّلطف اشتمالات

علىّ قاضى الهوى أن الفؤاد لكم
قضّى و ما قضيت منك لبانات

باللّه يا من يطيل الّلوم فى قمر
أقصر عناك فما تجدى الملامات

تاللّه لو نظرت عيناك لا نظرت
جماله كان لى منك المعونات

للناس أكنى بسلمى و الرّباب عسى
تلهى عذولى عن الحبّ الكنايات

لأنّنى بالهوى من لا يبوح و إن
جرى له من مآقى العين باحات

و ما الخطا بمرادى فى النّسيب و لا
تغزّلى بالظّبا إلاّ الإشارات

فيمن هويت صفات الحسن أجمعها
كأحمد جمّعت فيه الكمالات

من مهده جاء مهديّا له أدب
فاق البرايا و أخلاق جميلات

بحر و ما البحر إلاّ دون أنمله
غيث و ما الغيث إلاّ منه قطرات

و ما تقدّمه فى الفضل ذو أدب
إلاّ زمانا و إن فاتوا فما فاتوا

كأنما هو شمس فى مكارمه
و مكرمات الألى كانوا ذبالات

فى كلّ علم له باع يطول و ما
لمدّعى علمه إلاّ الجهالات

يراعه بالمعانى و البيان له
على البديع و أهليه مقامات

حديثه حسن ألفاظه درر
مسلسلات صحاح جوهريّات

سنّ الإباحات فى أمواله فله
يد تقول خذوا لم تدر ما هاتوا

1) فى ن: «و هى فرص سمح الدهر»، و المثبت فى: ط.

الصفحة 335