كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

356 قال/فى «الشقائق النّعمانيّة» 1: و كان السّبب الحامل له على الاشتغال بالعلم، و الباعث له على تحصيله، أنه رأى مرّة عند إبراهيم باشا بن خليل باشا، وزير السّلطان المجاهد بايزيد خان، شخصا رثّ الهيئة، خلق الثياب، جاء و جلس فوق بعض الأمراء الكبار المتقدّمين فى الدّولة، فاستغرب ذلك، و سأل عن السّبب فيه، فقيل له: هذا شخص من أهل العلم، يقال له المولى لطفى.
فقال: أيبلغ العلم بصاحبه هذه المنزلة؟
فقيل له: نعم، و أزيد.
فانقطع من ذلك الحين إلى المولى المذكور، و قرأ عليه، ثم قرأ على غيره، إلى أن مهر، و صار إماما فى كلّ فنّ 2، بارعا فى كلّ علم 3، تشدّ الرّحال إليه، و تعقد الخناصر عليه.
انتهى ملخّصا.
و دخل ابن كمال باشا إلى القاهرة، صحبة السّلطان سليم خان بن بايزيد خان، حين أخذها من الجراكسة، و كان إذ ذاك قاضيا بالعسكر المنصور، فى الولاية المذكورة.
و أجاز له بعض علماء الحديث بها، و أفاد و استفاد، و حصّل بها علوّ الإسناد، و شهد له علماؤها بالفضائل الجمّة، و الإتقان فى سائر العلوم المهمّة.
و له من التصانيف: «تفسير القرآن العزيز»، لم يكمل، «حواش على الكشّاف»، «حواش على أوائل تفسير القاضى»، «شرح الهداية»، لم يكمل، «الإصلاح و الإيضاح» فى الفقه، «تغيير التّنقيح»، فى الأصول، «تجويد التّجريد»، فى أصول الدّين، «متن» و «شرح» فى المعانى و البيان، «شرح المفتاح»، لم يكمل، «تغيير المفتاح، و شرحه»، «حواش على المفتاح»، للسّيّد، «متن» و «شرح»، فى الفرائض، «حواش على التّلويح»، «حواش على التّهافت» للمولى خواجا زاده، و له رسائل كثيرة، فى فنون عديدة، لعلّها تزيد على ثلاثمائة رسالة.

1) حكى هذا فى الشقائق النعمانية 1/ 591 - 593.
2) فى ص: «علم»، و المثبت فى: ط، ن. هذا، و لم يلتزم المؤلف نقل نص صاحب الشقائق.
3) فى ص: «فن»، و المثبت فى: ط، ن.

الصفحة 356