كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

368

سود سوالفه لعس مراشفه
نعس نواظره خرس أساوره 1

مفلّج الثّغر معسول اللّمى غنج
مؤنّث الجفن فحل اللّحظ شاطره

مهفهف القدّ يبدى جسمه ترفا
مخصّر الخصر عبل الرّدف وافره

تعلّمت بانة الوادى شمائله
و زوّرت سحر عينيه جآذره

كأنّه بسواد الصّبح مكتحل
و ركّبت فوق صدغيه محاجره 2

نبىّ حسن أظلّته ذوائبه
و قام فى فترة الأجفان ناظره

فلو رأت مقلتا هاروت آيته ال‍
كبرى لآمن بعد الكفر ساحره

قامت أدلّة صدغيه لعاشقه
على عذول أتى فيه يناظره

خذ من زمانك ما أعطاك مغتنما
و أنت ناه لهذا الدّهر آمره

فالعمر كالكأس تستحلى أوائله
لكنّه ربّما مجّت أواخره 3

و اجسر على فرص الّلذّات محتقرا
عظيم ذنبك إنّ اللّه غافره

فليس يخذل فى يوم الحساب فتى
و النّاصر ابن رسول اللّه ناصره

هكذا فليكن الشّعر، و بمثله فليفتخر المادح، و يطرب الممدوح، و يعذر فى إيراده الأديب المؤرّخ.
و من شعر صاحب الترجمة، قوله فى قالب الطّين 4:

ما آكل فى فمين
يغوط من مخرجين

مغرى بقبض و بسط
و ما له من يدين

و يقطع الأرض عدوا
من غير ما قدمين 5

و له أيضا من أبيات:

أيّها الطّرف لات حين مناص
فابك عهد الوصال إن كنت تبكى

و ارم نحو الحسناء لحظك تحظى
من سنا ذلك اليقين بشكّ

و إذا أختها الغزالة قالت
هى مثلى فقل و أحسن منك

1) فى الأصول: «بيض سوالفه»، و التصحيح من الديوان.
2) فى الديوان: «بسواد الصدغ. . . أو ركبت. . .».
3) فى ط، ن: «فالدهر كالكأس»، و المثبت فى: هامش ط، و فى ن، ص، و الديوان.
4) الأبيات فى نفح الطيب 3/ 408.
5) فى نفح الطيب «و يقطع الأرض سعيا».

الصفحة 368