كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

373 و صار 1 من أفاضل دهره، و علمائهم العاملين، و درّس، و أفاد.
و استوطن مدينة قسطنطينيّة إلى أن مات، و دفن بها.
و كان السّلطان محمد يعظّمه، و يقبل قوله.
حكى أنه اجتمع مرّة بالسّلطان المذكور، و هو متوجّه إلى مدينة أدرنة، فسأله السّلطان محمد عن أحوال مدينة فرّم 2، فقال له الشيخ: كنا نسمع أنه كان بها ستمائة مفت، و ثلاثمائة مصنّف، و أنها كانت بلدة عظيمة، معمورة بالعلماء و الصّلاّح، و قد أدركت أنا أواخر ذلك.
فقال له السّلطان: و ما كان 3 سبب خرابها؟
قال: حدث هناك وزير، أهان العلماء، و أقصاهم، فتفرّقوا فى البلاد، و جلوا عن الأوطان، و العلماء فى المدينة بمنزلة القلب، و متى عرضت للقلب آفة سرت إلى سائر البدن.
فأمر السّلطان عند ذلك بإحضار وزيره محمود باشا، فلما حضر حكى له ما ذكره الشيخ، و قال له: قد ظهر أنّ خراب الملك من الوزراء.
فقال له الوزير: لا بل من السّلطان.
قال: لم؟
قال: لأىّ شاء استوزر مثل هذا الرّجل!!
فقال السّلطان: صدقت.
و كان للشيخ مجالس وعظ يحضرها الخاصّ و العامّ.
و له مؤلفات، منها: «حواش على شرح اللّبّ» للسيّد عبد اللّه، و «حواش على شرح

1) روى المؤلف قول صاحب الشقائق مع تصرف كبير.
2) فرم، هى فريم، و انظر بلدان الخلافة الشرقية 413.
3) ساقط من ط، ن، و هو فى: ص، و الشقائق.

الصفحة 373