كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)

414 ذلك أبو الحسن بن أبى عمرو الشّرابىّ، فأبيت عليه، و أشرت بأبى بكر أحمد بن على الرّازىّ، فأحضر للخطاب على ذلك، و سألنى أبو الحسن بن أبى عمرو معونته عليه، فخوطب، فامتنع، و خلوت به، فقال لى: تشير علىّ بذلك؟.
فقلت: لا أرى لك ذلك.
ثم قمنا إلى بين يدى أبى الحسن بن أبى عمرو، و أعاد خطابه، و عدت إلى معونته، فقال لى: أليس قد شاورتك، فأشرت علىّ أن لا أفعل.
فوجم أبو الحسن بن أبى عمرو من ذلك، و قال: تشير علينا بإنسان، ثم تشير عليه أن لا يفعل!!.
قلت: نعم/، إمامى فى ذلك مالك بن أنس، أشار على أهل المدينة أن يقدّموا نافعا القاراء فى مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أشار على نافع أن لا يفعل، فقيل له فى ذلك، فقال: أشرت عليكم بنافع؛ لأنّى لا أعرف مثله، و أشرت عليه أن لا يفعل؛ لأنه يحصل له أعداء و حسّاد.
فكذلك أنا أشرت عليكم به؛ لأنى لا أعرف مثله، و أشرت عليه أن لا يفعل؛ لأنه أسلم لدينه.
قال الصّيمرىّ: استقرّ التدريس ببغداذ لأبى بكر الرّازىّ، و انتهت الرّحلة إليه، و كان على طريقه من تقدّمه فى الورع، و الزّهد، و الصّيانة.
و دخل بغداذ سنة خمس و عشرين، و درس على الكرخىّ، ثم خرج إلى الأهواز، ثمّ عاد إلى بغداذ، ثم خرج إلى نيسابور مع الحاكم النّيسابورىّ، برأى شيخه أبى الحسن الكرخىّ و مشورته، فمات الكرخىّ، و هو بنيسابور، ثم عاد إلى بغداذ، سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة.
تفقّه عليه أبو بكر أحمد بن موسى الخوارزمىّ، و أبو عبد اللّه محمد بن يحيى الجرجانىّ، شيخ القدورىّ، و أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعروف بابن المسلمة، و أبو جعفر محمد ابن أحمد النّسفىّ، و أبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد الزّعفرانىّ، و أبو الحسين محمد بن أحمد ابن الطّيّب الكمارىّ، والد إسماعيل قاضى واسط.

الصفحة 414