كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 1)
8
باب فى بيان من ألّفته باسمه، و عملته برسمه
و هو صاحب القران السّعيد، و سلطان الأوان المديد، و إسكندر الزمان، و فخر آل عثمان، من تفتخر الملوك بتقبيل أعتابه، و تتباهى السّلاطين بخدمة أبوابه، و من أنام الأنام فى ظلّ عدله، و أحيى موات العدم بوافر إحسانه و فضله، و نصر الدّين المحمّدىّ و أقام مناره، و خفض كلمة الباطل و أذهب شعاره، و شمل شمل الكفر بعزتّه كلّ خزى و نكال، و تسلّط على ذويه كلّ قهر و وبال.
فلم يبق غراب إلا غربت شمسه، و لا مقاتل إلاّ و سالت على الصّوارم نفسه، و لا ذهب إلا ذهب إلى خزائنه المعمورة، و لا حريم لهم 1 إلا و قد هتكت حرمته المستورة، و لا قلعة إلاّ قلعت من أصولها، و لا قافلة إلا قطعت عن قفولها.
و أطلق سيوفه الباترة، في أعناق طغاة الرّوافض الفاجرة، فما أبقى لهم شملا إلاّ بدّده 2، و لا جمعا إلاّ أفرده 3 و لا قوة إلا أضعفها، و لا مهجة إلا أتلفها.
و أصبح الرّفض مرفوضا و ناصره
في ذلة و إمام الحقّ قاهره
و شوكة السّنة الغرّاء قد قويت
فكلّ قطر بها تزهى منابره
و هو السّلطان الأعظم، و الخاقان الأكرم؛ سيف اللّه القاطع، و شهابه اللامع، و المحامى عن دينه و المدافع، و الذّابّ عن حرمه و الممانع، السّلطان مراد خان 4، أدام اللّه دولته إلى آخر الزمان، ابن السّلطان سليم خان، ابن السّلطان سليمان خان، ابن السّلطان سليم خان ابن السّلطان بايزيدخان، ابن السّلطان محمّد خان-فاتح قسطنطينيّة، حماها اللّه
1) ساقط من: ط، و هو فى: ن.
2) فى ط: «أبدره»، و المثبت فى: ن.
3) فى ط: «فرره»، و المثبت فى: ن.
4) تولى السلطان مراد الحكم سنة اثنتين و ثمانين و تسعمائة، و توفى سنة ثلاث بعد الألف، و كان له اشتغال و مشاركة فى بعض العلوم، و له شعر بليغ بالعربية و الفارسية و التركية، و كان يميل إلى علم التصوف، محبا للعلماء، تقيا. و كانت وفاته عن خمس و خمسين سنة. حقائق الأخبار 1/ 564 - 568، خلاصة الأثر 4/ 341 - 354.