كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 1)

كَانَ مَعْفُوًّا عَنْهُ لَكِنَّهُ اسْتَغْفَرَ لِيَكُونَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ الِاحْتِرَازَ عَنْهُ أَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[بَاب النَّهْيِ أَنْ يُحْلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ]
2094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» قَالَ عُمَرُ فَمَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَمَا حَلَفْتُ بِهَا) أَيْ بِالْآبَاءِ أَوْ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ وَهِيَ وَأَبِي (ذَاكِرًا) مِنْ نَفْسِي (وَلَا آثِرًا) أَيْ رَاوِيًا عَنْ غَيْرِي بِأَنْ أَقُولَ قَالَ فُلَانٌ وَأَبِي أَيْ وَمَتَى مَا حَلَفْتُ بِهَا مَا أَجْرَيْتُ عَلَى لِسَانِي الْحَلِفَ بِهَا فَيُصْبِحُ التَّقْسِيمُ إِلَى الْقِسْمَيْنِ وَإِلَّا فَالرَّاوِي عَنِ الْغَيْرِ لَا يُسَمَّى حَالِفًا اهـ.
2095 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي وَلَا بِآبَائِكُمْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (بِالطَّوَاغِي) جَمْعُ طَاغِيَةٍ وَهِيَ فَاعِلَةٌ لَهُ وَقِيلَ الطَّاغِيَةُ مَصْدَرٌ كَالْعَافِيَةِ سُمِّيَ بِهَا الصَّنَمُ لِلْمُبَالَغَةِ ثُمَّ جُمِعَ عَلَى طَوَاغِي.
2096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي يَمِينِهِ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (بِاللَّاتِ) أَيْ بِلَا قَصْدٍ بَلْ عَلَى طَرِيقِ جَرْيِ الْعَادَةِ بَيْنَهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَرِيبِي عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) اسْتِدْرَاكًا لِمَا فَاتَهُ مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي مَحَلِّهِ وَنَفْيًا لِمَا تَعَاطَى مِنْ تَعْظِيمِ الْأَصْنَامِ صُورَةً وَأَمَّا مَنْ قَصَدَ الْحَلِفَ بِالْأَصْنَامِ تَعْظِيمًا لَهَا فَهُوَ كَافِرٌ نَعُوذُ بِاللَّهِ.
2097 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ قَالَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ «حَلَفْتُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ثُمَّ انْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا وَتَعَوَّذْ وَلَا تَعُدْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ثُمَّ انْفُثْ) أَيِ اتْفُلْ طَرْدًا لِلشَّيْطَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[بَاب مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ]
2098 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا) ظَاهِرُهُ أَنَّهُ فِي الْيَمِينِ عَلَى الْمَاضِي إِذِ الْكَذِبُ حَالُ الْيَمِينِ يَظْهَرُ فِيهِ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ كَاذِبًا حَالٌ مُقَدَّرَةٌ أَيْ مُقَدَّرًا كَذِبُهُ فَيَنْطَبِقُ عَلَى الْيَمِينِ

الصفحة 645