كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

فآتي بابه وهو قائل. فأتوسد ردائي «1» على بابه تسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك إلا أرسلت إلي فآتيك. فأقول: لا أنا أحق أن آتيك. فأسأله عن الحديث. فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني. فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني.
35- أخبرنا هشيم بن بشير. قال: أخبرنا أبو بشر. عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم قال: فقال له بعضهم: أتأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله قال: فقال عمر: إنه ممن قد علمتم. قال: فأذن لهم ذات يوم وأذن لي معهم قال: فسألهم عن هذه السورة: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» «2» فقالوا: أمر الله نبيه ص إذا فتح عليه أن يستغفر وأن يتوب إليه. فقال لي:
ما هو يا ابن عباس. قال: قلت ليس كذاك ولكنه أخبر نبيه ص بحضور أجله قال «3» : فقال: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» «4» فتح مكة.
__________
35- إسناده صحيح.
- هشيم بن بشير ثقة يدلس تقدم في (2) .
- أبو بشر هو جعفر بن أياس ثقة تقدم أيضا في (2) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه. كتاب المغازي. باب (51) وباب مرض النبي ص ووفاته (83) وفي كتاب التفسير. باب قوله: «فسبح بحمد ربك واستغفره» عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرجه أحمد في المسند: 1/ 337. وابن سعد في الطبقات: 2/ 368. ويعقوب في المعرفة: 1/ 515 كلهم من طريق هشيم عن أبي بشر. وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير. باب: ومن سورة النصر من طريق شعبة عن أبي بشر. وأخرجه ابن جرير في التفسير: 30/ 333. والحاكم في المستدرك: 3/ 539.
__________
(1) في الأصل يداي والتصحيح من نسخة المحمودية والطبقات المطبوع: 2/ 368. وفضائل الصحابة للإمام أحمد.
(2) سورة النصر. آية (1) .
(3) ليست في الأصل.
(4) سورة النصر. آية (1) .

الصفحة 138