كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

«وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» «1» أي: فذاك موتك «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً» «2» فقال لهم عمر: كيف تلوموني عليه بعد ما ترون.
36- قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق. قال: حدثنا عبد الملك ابن أبي سليمان. عن سعيد بن جبير. قال: كان أناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم قال: وكان يسأله. فقال عمر:
أما إني سأريكم منه اليوم ما تعرفون فضله فسألهم عن هذه السورة: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» «3» قال: فقال بعضهم: أمر الله نبيه ص إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمده ويستغفره. قال: فقال عمر: يا ابن عباس ألا تكلم. قال:
فقال: أعلمه متى يموت. قال: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» فهي «4» آيتك من الموت. «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً» «5» .
__________
36- إسناده حسن.
- إسحاق بن يوسف بن مرداس الواسطي المعروف بالأزرق. ثقة من التاسعة.
مات سنة 195 هـ (تق: 1/ 63) .
- عبد الملك بن أبي سليمان تقدم في رقم (9) .
تخريجه:
أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 577 ونسبه إلى كل من ابن سعد وعبد بن حميد وقال إنهما أخرجاه من رواية سعيد بن جبير عنه.
وأخرج الحاكم القسم الأخير منه: 3/ 539 من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقال: صحيح.
__________
(1) سورة النصر. آية (2) .
(2) سورة النصر. آية (3) .
(3) سورة النصر. آية (1- 2) .
(4) سورة النصر. آية (1- 2) .
(5) سورة النصر. آية (3) .

الصفحة 139