كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

فقال له مروان أو بعض جلسائه: اقتله قال: إن ذاك لدم مضنون «1» في بني عبد مناف «2» . فلما صار الوليد إلى منزله. قالت له امرأته أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أسببت حسينا؟ قال: هو بدأ فسبني.
قالت: وإن سبك حسين «3» تسبه. وإن سب أباك تسب أباه!! قال «4» :
لا. وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة.
فأصبح «5» الناس فغدوا على البيعة ليزيد. وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا. فقال المسور بن مخرمة: عجل أبو عبد الله. وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه»
إلى العراق ليخلو بمكة. فقدما مكة. فنزل الحسين دار العباس ابن عبد المطلب. ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري «7» . وجعل يحرض الناس على بني أمية. وكان يغدو ويروح إلى الحسين. ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك. وكان «8» عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك «9» ويقول: لا تفعل. وقال له عبد الله بن مطيع «10» : أي فداك
__________
(1) في سير أعلام النبلاء: 3/ 295، مصون،.
(2) انظر تاريخ دمشق: 5/ ل 64 وكذا سير أعلام النبلاء: 3/ 295.
(3) (حسين) من المحمودية.
(4) (قال لا) من نسخة المحمودية. وانظر تاريخ دمشق: 5/ ل 64.
(5) في المحمودية: وأصبح.
(6) يلفته: أي يصرفه. ويزجيه: أي يدفعه (انظر لسان العرب مادة: لفت، ومادة زجج: 3/ 85، 286) .
(7) المعافري- بفتح الميم- برود باليمن منسوبة إلى معافر قبيلة يمنيه (لسان العرب مادة: عفر: 4/ 259) .
(8) في المحمودية: (فكان) .
(9) انظر الخبر في سير أعلام النبلاء: 3/ 295.
(10) ترجمه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة (انظر الطبقات الكبرى: 5/ 144) .

الصفحة 443