كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا «1» وعبيدا.
ولقيهما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة «2» بالأبواء «3» منصرفين من العمرة. فقال لهما ابن عمر: أذكركما الله. إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس. وتنظرا «4» . فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا.
وإن افترق عليه كان الذي تريدان «5» .
وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج فإن رسول الله ص خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة. وأنت «6» بضعة منه ولا تنالها- يعني الدنيا- فاعتنقه وبكى وودعه «7» . فكان ابن عمر يقول: غلبنا حسين على الخروج.
ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة. ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم.
__________
(1) خولا: أي خدما (اللسان مادة: خول: 11/ 225) وانظر الخبر في تاريخ دمشق: 5/ 64. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296. وبسياق آخر في تاريخ الطبري: 5/ 351 من طريق أبي مخنف. وأيضا: 5/ 395 من تاريخ الطبري بسياق مخالف للسابق حيث قال: إنه لقي ابن مطيع على ماء من مياه العرب وهو في طريقه إلى الكوفة.
(2) ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة (الطبقات الكبرى: 5/ 28) .
(3) الأبواء: واد من أودية الحجاز كثير المياه والزرع وينحدر إلى البحر مارا ببلدة مستورة ويسمى اليوم وادي الخريبة (المعالم الجغرافية في السيرة: ص 14) .
(4) في الأصل: وتنظروا. وما أثبت من المحمودية.
(5) انظر الخبر في تاريخ دمشق: 5/ 65. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296 وفي تاريخ الطبري: 5/ 343 أن اللذين لقياهما في طريق مكة هما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس.
(6) في المحمودية:، وإنك،.
(7) أخرج ابن حبان في صحيحه رقم (2242) من موارد الظمآن أن ابن عمر: لحق حسين حين توجه إلى العراق على مسيره يومين أو ثلاثة وقال له هذا القول.

الصفحة 444