كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

ففعل ذلك الحر بن يزيد. فأخذ الحسين طريق «1» العذيب «2» حتى نزل الجوف «3» مسقط النجف «4» مما يلي المائتين «5» . فنزل قصر أبي مقاتل «6» .
فخفق خفقة ثم انتبه يسترجع. [وقال: إني رأيت في المنام آنفا فارسا يسايرنا ويقول: القوم يسرون والمنايا تسري إليهم. فعلمت] أنه نعى إلينا أنفسنا «7» .
ثم سار حتى نزل بكربلاء فاضطرب فيه. ثم قال: أي منزل نحن به؟ قالوا:
بكربلاء. فقال: يوم كرب وبلاء. فوجه إليه عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف. وقد كان استعمله قبل ذلك على الري وهمذان. وقطع ذلك البعث معه. فلما أمره بالمسير إلى حسين تابى ذلك وكرهه واستعفى منه. فقال له ابن زياد: أعطى الله عهدا لئن لم تسر إليه وتقدم عليه. لأعزلنك عن عملك. وأهدم دارك. وأضرب عنقك. فقال:
إذا افعل. فجاءته بنو زهرة. قالوا: ننشدك الله أن تكون أنت الذي تلي
__________
(1) نهاية السقط في النسخة المحمودية.
(2) العذيب: - تصغير العذب وهو الماء الطيب- وهو موضع قريب من القادسية من منازل حاج الكوفة وقيل: كان مسلحة للفرس (معجم البلدان: 4/ 92) .
(3) الجوف: هو المطمئن من الأرض. وهو بلد معروف اليوم في شمال شرقي المملكة ويتكون من سكاكا ودومة الجندل والقريات (المعجم الجغرافي، شمال المملكة: 1/ 360) .
(4) النجف: مكان بظهر الكوفة كالمسناة التي تمنع مسيل الماء. أن يعلو الكوفة ومقابرها. وفيه قبر علي بن أبي طالب فيما يزعمون (معجم البلدان: 5/ 271) .
(5) المائتين: ذكر ياقوت في معجم البلدان: 5/ 32 تعريفا لها غير واضح. وقال: إن المائتين هما سعادة ولؤلؤة: 4/ 364.
(6) قصر أبي مقاتل: ذكره في معجم البلدان: 4/ 364 باسم قصر مقاتل. وقال: هو منسوب إلى مقاتل بن حسان. وقال: هو بين عين التمر والشام. قرب القطقطانة وسلام ثم القريات.
(7) تاريخ الطبري: 5/ 407.

الصفحة 464