كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 1)

فإن يقتلوا فكل نفس زكية ... على الأرض قد أضحت لك اليوم «1» واجمة «2»
وما إن رأى الراؤون أصبر منهم ... لدى الموت سادات وزهرا قماقمه «3»
أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا ... فدع خطة ليست لنا بملائمة!!
لعمري لقد رغمتمونا «4» بقتلهم ... فكم ناقم منا عليكم وناقمة
أهم مرارا أن أسير بجحفل ... إلى فئة زاغت عن الحق ظالمة
فكفوا وإلا زرتكم «5» في كتائب ... أشد عليكم من زحوف الديالمي»
وقال عبيد الله بن الحر أيضا: -
أيرجو ابن الزبير اليوم نصري ... بعاقبة «7» ولم أنصر حسينا «8»
وكان تخلفي عنه تبابا «9» ... وتركي نصره غبنا وحينا «10»
ولو أني أواسيه بنفسي ... أصبت فضيلة وقررت عينا
وقال عبيد الله بن الحر أيضا: -
يا لك حسرة ما دمت حيا ... تردد بين حلقي والتراقي «11»
__________
(1) في تاريخ الطبري: 5/ 470: أضحت لذلك واجمة.
(2) الوجوم: السكوت على غيض (لسان العرب: 12/ 630 مادة: وجم) .
(3) القمقام والقماقم من الرجال: السيد الكثير الخير الواسع الفضل ويقال للرجل الذي يعلو أقرانه في الحرب (المصدر السابق: 12/ 494) .
(4) في تاريخ الطبري: 5/ 470: راغمتمونا. والمعنى أغضبتمونا (انظر لسان العرب: 12/ 246 مادة رغم) .
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 470: ذدتكم.
(6) الديالمي: نسبة إلى إقليم الديلم. وهم جنس من الفرس سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم (معجم البلدان: 2/ 544) .
(7) عاقبة: عاقبة كل شيء آخره. (لسان العرب: 1/ 611) .
(8) ذكر البيت الأول وأشار إلى الباقي البلاذري في أنساب الأشراف: 5/ 295.
(9) تبابا: التباب الخسران (المصدر السابق: 1/ 226) .
(10) الحين- بفتح الحاء- الهلاك (المصدر السابق: 13/ 136) .
(11) ذكر هذا البيت في أنساب الأشراف: 5/ 292 وأورد أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال (ص: 262) أربعة أبيات.

الصفحة 515