كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 1)

أحمد اللَّه وحق لي أن أحمد اللَّه. . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مستقل؛ ليكثر النفع بها، واللَّه -سبحانه- المسؤول أن يوفقنا لكل فعل جميل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
* قوله: (أحمد اللَّه) عدل إلى الجملة الفعلية؛ لقصد استمرار الفعل، وحدوثه وقتا بعد وقت، وحالًا غِبَّ حال، حسب ترادف النعم، وتجددها تاليًا إثر غابر، ولاحقًا خلف سابق، ونظيره قوله -تعالى-: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15]، وللمناسبة بين القائل ومدلول قوله، وفيه رد الصدر على العجز، والجناس التام (¬1)، والإشارة إلى أن (¬2) المؤلف فيه وهو علم الفقه أحمد، وأنه في مذهب أحمد فتفطن!.
* قوله: (وحق لي أن أحمد) يحتمل أن الواو للاعتراض التذييلي (¬3) الذي أبدعه الزمخشري (¬4) في قوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
¬__________
(¬1) الجناس التام: هو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أشياء: نوع الحروف، وعددها، وهيئاتها الحاصلة من الحركات والسكنات، وترتيبها مع اختلاف المعنى. معجم البلاغة العربية ص (136).
(¬2) سقط من: "ب".
(¬3) الاعتراض التذييلي: نوع من أنواع الإطناب، وهو تعقيب جملة بجملة أخرى مستقلة، تشتمل على معناها، تأكيدًا لمنطوق الأولى، أو لمفهومها. معجم البلاغة العربية ص (411).
(¬4) الكشاف (1/ 35).
والزمخشري هو: محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي، الزمخشري، جار اللَّه، أبو القاسم، كان علَّامة في التفسير، والحديث والنحو واللغة والبيان، من كتبه: "الكشاف" في التفسير، و"الفائق" في غريب الحديث، و"أساس البلاغة"، مات سنة (538 هـ).
انظر: طبقات المفسرين للداودي (2/ 314)، إنباه الرواة (3/ 265)، الفوائد البهية ص (343).

الصفحة 4