كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 1)

وصفتُه شَفْعًا: "اللَّهُ أكبرُ، اللَّهُ أكبرُ، لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، اللَّه أكبر، وللَّه الحمد" (¬1).
ولا بأس بقولِه لغيرِه: "تقبَّل اللَّه منا ومنك" (¬2)، ولا بالتعريف عشية عرفة بالأمصار.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والفرق بين هذا التعريف المختلف فيه، وتلك التعريفات التي لم يختلف فيها: أن في تلك قصد بقعة بعينها للتعريف فيها، كقبر الصالح، أو كالمسجد الأقصى، وهذا تشبيه بعرفات، بخلاف مسجد المصر، فإنه قصد له بنوعه لا بعنيه، ونوع المساجد مما شرع قصده، فإن الآتي إلى المسجد ليس قصده مكانًا معينًا
¬__________
(¬1) من حديث جابر، ولفظه: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول: مكانكم، ويقول: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر. . . " الحديث، بتثليث التكبير في أوله. أخرجه الدأرقطني في كتاب: صلاة العيدين (2/ 50)، وضعفه الزيلعي في نصب الراية (2/ 224)، والحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 93)، لكن ثبتت هذه الصفة عن علي وابن مسعود -رضي اللَّه عنهما-، أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب: الصلاة، باب: كيف يكبر يوم عرفة (2/ 167، 168) بتثنية التكبير في أوله.
قال في نصب الراية (2/ 224) عن أثر ابن مسعود: "بسند جيد".
وقال ابن حجر في الدراية (1/ 222): "قول علي أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، وكذا قول ابن مسعود".
(¬2) لما روى حبيب بن عمر الأنصاري قال: حدثني أبي قال: لقيت واثلة يوم عيد، فقلت: تقبل اللَّه منا ومنك، فقال: تقبل اللَّه منا ومنك، قال في مجمع الزوائد (2/ 206): "رواه الطبراني في التكبير، وحبيب قال الذهيي: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وأبوه لم أعرفه" اهـ.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (24/ 253): "روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره" اهـ.

الصفحة 510