كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 1)

ومعنى الطيب ها هُنا الطَّاهر كقوله جَلَّ وعز: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} 1: أي طاهرا.
__________
1 سورة المائدة: 6.
وفي حديث: أَنَّهُ لَعَنَ الرُّكَاكَةَ 1.
وتفسيره الَّذِي لا يَغار عَلَى أَهْله والأصل فيه الضَّعْف أي ضعْفُ الغِيرة من قولهم: مَطرّ رِكٌّ أي: ضعيف.
ويُقالُ: رَجُلٌ ركيك ورُكَاكة إذا كان ضعيف العقل.
__________
1 في الفائق "ركك" 2/ 80 الركاكة سماه ركاكة الديوث سماه ركاكة على المبالغة في وصفه بالركاكة من جهتين إحداهما البناء لأن فعالة أبلغ من فعيل كقولك طوال في طويل. والثانية إلحاق التاء للمبالغة.
والنهاية "ركك" 2/ 259.
وَفِي حَدِيثِهِ أَنَّ الْيَهُودِيَّةَ الَّتِي سمت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عَمَدَتْ إِلَى سَمٍّ لا يُطْنِي 1: أي لا يَسْلَم منه مَنْ سُمَّ بِهِ. يُقال: أفْعَى لا تُطْنِي أي لا يُفْلتُ سَلِيمُها.
__________
1 الفائق "طني" 2/ 369 والنهاية "طني" 3/ 141.
وَفِي حَدِيثِهِ: أَنَّهُ لَعَنَ الْغَارِفَةَ 1.
يريدُ بالغارفة الّتي تَجُزُّ ناصِيَتها عند المُصِيبة يقال غَرفْتُ ناصيةَ الفرسِ إذَا جَزَزْتَها.
وَفِي حَدِيثِهِ: أَنَّهُ أَقْطَعَ مِنْ أَرْضِ الْمَدِينَةِ مَا كَانَ عَفَاءً 2.
قَالَ الأصمعيّ: عَفاءُ الأرْض ما كَانَ عافيا أي دارسا لَيْسَ فيه لمُسْلمٍ ولا لمعاهد شيء.
__________
1 في الفائق "غرف" 3/ 58 الغارفة على معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية وهي التي تقطعها المرأة وتسويها على وسط جبينها والثاني أن تكون مصدرا بمعنى الغرف كاللاغية والراغية والثاغية. والحديث في النهاية ايضا 3/ 360.
2 في النهاية "عفا" 3/ 266: ماكان عفاء أي ماليس فيه لأحد أثر وهو من عفا الشئ إذا درس ولم يبقى له أثر. يقال: عفت الدار عفاء. أو ماليس لأحد فيه ملك من عفا الشئ يعفو إذا صفا وخلص.
وَفِي حَدِيثِهِ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُهْدِي إِلَيْهِ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ فَجَاءَهُ بِهَا عَامَ حُرِّمَتْ فَهَتَّهَا فِي الْبَطْحَاءِ:
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "فبَعَّهَا"1.
قولُهُ: هَتَّها معناه صبها فاندفعت وهي تهب أي تحكي صوتَ المخْنُوق وهو الهَتِيتُ. وبَعَّها كالأوّل إلا أَنَّهُ أكثرُ وأوْسَعُ. وأصله من البَعاع وهو شدّة المطر. يُقالُ بعَّ المطر يبع بعا وبعاعا.
__________
1 الفائق "هتت" 3/ 255 والنهاية "بع" 1/ 140 "هتت" 5/ 242. والحديث تقدم تخريجه بغير هذا اللفظ.

الصفحة 718