كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 1)

طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ مَا الرَّبِيلُ قَالَ: اللِّصُّ الَّذِي يَغْزُو الْقَوْمَ وَحْدَهُ.
هَكَذَا حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ نا إِسْرَائِيلُ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ الْمُحَدِّثُ: رَبِيلا: الْبَاءُ قَبْلَ الْيَاءِ.
قَالَ أبو سليمان: وأُراه الرَّيْبَل الحرْف السَّقيم قبل الحَرْف الصّحيح. قَالَ الليث: يقالُ: ذِئبٌ رِئبالٌ ولصٌّ رِئبالٌ وهو من الجَرَاءة وارْتِصادِ الشَّرِّ. يُقال: فعل ذلك عَنْ رابِلَتِه وخُبثه.
وقال أبو عُبيدة معمر بْن المثنى في خبرٍ ذكره في كتاب الديباج خرج أَوْفَى بْن مطر وشِهابٌ الخُزاعِيّ وفلان يترابَلُون أي يَغْزُون ويَشْرُفون وحدَهم.
وقال غيره كَانَ أَوفَى بنُ مَطَر وسُلَيكُ بْن سُلَكَة وتأبَّطَ شرًّا والشَّنْفَرَى يُسَمَّوْن رَبَابِيل العَرَب لأنَّهم كانوا يَغْزُون عَلَى أَرْجُلِهِم وَحْدهم. قَالَ وَسُمِّي الأَسَدُ: رئبالًا لأنّه يُغِير وَحْده قَالَ ابن دُرَيد: اشتقاق الرِّئْبال في اسمِ الأَسدِ من تَرَبُّل لَحمِه وغِلَظه والياء فيه زائِدَة فعَلَى هذا القول يجوز أن يكون رَبِيلًا عَلَى ما جاء في الحديث.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ فِي سَفَرٍ قَطُّ إِلا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ: "اللَّهُمَّ بِكَ ابْتَسَرْتُ وإليك توجهت وبك اعتصمت" 1.
__________
1 ذكره الهيثمي في مجمعه 10/ 130 بلفظ: "اللهم بك انتشرت" وعزاه إلى أبي يعلى وفي النهاية "نشره" 5/ 55: اللهم بك انتشرت: أي ابتدأت سفري وكل شئ أخذته غضا فقد نشرته وانتشرته ومرجعه إلى النشر ضد الطي. ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة.

الصفحة 727