كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)
هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * (¬1)
- ومنه الحَدِيث: (2 "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله" 2).
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
(أنى) - قَولُه تَبارَكَ وتَعالَى: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (¬3).
يعني الذي قد انْتَهى حَرُّه وبَلَغ مُنْتَهاه، والفِعل أَنَى يَأْنِى.
(إن) - قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} (¬4).
النَّحوِيُّون يُسَمُّون ما كانَ من هذا النَّحو شَرطًا، وقال علىُّ بنُ الحُسَين بنِ وَاقِد: إنْ، يَعنِي في القُرآن على خَمسَةِ أوجهٍ:
إن بِمَعْنَى مَا النَافِية كَقولِه تَعالَى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا} (¬5).
¬__________
(¬1) في الجمهرة 2/ 29: ليت: كلمة يتمنى بها، فإذا جعلتها اسماً نوَّنتها. قال أبو زُبَيْد الطائي:
لَيْتَ شِعْرِى وأين مِنِّىَ لَيتُ ... إنَّ لَيْتًا وإنّ لَوًّا عَنَاء.
(2 - 2) سقط الحديث من ب، جـ وأثبتناه عن: ن، أ.
(¬3) سورة الرحمن: 44 والآية: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}.
(¬4) سورة البقرة: 23.
(¬5) سورة النساء: 117.