كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)
- في بعض أحاديث الاستِسْقاء: "فأَلَّف (¬1) اللهُ تعَالَى بين السَّحاب فأُبِلْنا".
: أي مُطِرنا وَابِلاً، وهو المَطرَ الكَبِير (¬2) القَطرْ.
والعرب قد تجعل مكانَ الوَاوِ أَلِفاً في الفِعْل، وفي الاسم جَمِيعاً، كما قالوا في الفعل: وَرَخَ الكِتابَ وأَرخَه، ووكَّد اليَمِينَ وأَكَّدَها وأَوكَفَ الدَّابَّةَ وأَكَفها، وَواخَيتُه وأَخَيْته، وأَوصَد البَابَ وأَصَدَه، ووَقَّت الشَّىءَ وأَقتَه، ولهذا قُرِىء "مُؤْصدَة" (¬3) بالهَمْز وبِغَيْر هَمْز. ومن الأسماء وِشاح وإِشاح، وأَحَد وَوَحَد، وَوِسادَة وإسادة، ووِلْدة وإلدة في جمع وِلْدان.
- ومنه الحديث (¬4) الذي رُوى: "كُلُّ مالَ أُدِّيَتْ زكاتُه فقد ذهبت أبلَتُه". ويُرْوَى: "وَبَلَتُه".
قال ابنُ فَارِس: الأَبَلة، الثِّقَل، والأَبِلة: الطَّلِبة أيضا. يقال: لى عنده أَبِلةٌ: أي طَلِبةٌ، وقيل: هو من الوَبَال أيضا.
¬__________
(¬1) ن: جاء في بعض الروايات: "فأَلَّف الله بين السَّحاب فَوبَلَتْنا". جاء على الأصل.
(¬2) أ، جـ: "الكثير القطر".
(¬3) مؤصدة من آصد الحباب، ومن لم يهمز جاز أن يكون خفف الهمز، وأن يكون من أوصده.
(إملاء ما مَنّ به الرحمن للعكبرى / 287) والآية "إنها عليهم مؤصدة" سورة الهمزة: 8.
(¬4) ن في حديث يحيى بن يعمر.
الصفحة 18
847