كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)
لا تُهمَز المِيجَنة، وقيل: هو من أَجَن القَصَّار الثَّوبَ: أي دَقَّه، فإن كان من هذا جَازَ هَمْزُ المِيجَنة، والجَمْعُ المَآجِن والمَوَاجِن.
- في حديث ابنِ مَسْعود، رضي الله عنه: " (¬1) أجَنَّك من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تَقولُ هذا؟ ".
: أىْ مِنْ أجْلِ أَنَّك، والعَربُ تَفعَل هذا، تَدَعُ كلمةَ مِنْ مع أَجْل تَقُول: فَعلْت هذا أَجلَك، تُرِيد به من أَجلِك، قال الشّاعر:
* أَجْلَ أَنَّ الله قد فَضَّلكم * (¬2)
ويقال: من أَجلِك وإجلاكَ، وفَتْح الجيم أكثرُ في أَجَنَّك، وربما تُكْسَر، وقد حُذِف من أَجنَّك اللَّام والألف، كما حُذِف من قَوله تعالَى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} (¬3): أي لكن أَنا هو الله رَبِّى، حُذِفَت همزةُ أنا فالتَقتَ نُونَان، فأُدغِمت إحداهُما في الأُخرى، وفي نَحوِ هذا أنشد الكِسَائِىُّ:
لهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيَمةٌ ... ملِيحةُ أطرافِ البنان كَعابُ (¬4)
¬__________
(¬1) في ن: في حديث ابنِ مَسْعود "أَنَّ امرأتَه سَأَلته أن يَكْسُوَها جِلبابا، فقال: إنِّى أَخشَى أن تَدَعِى جِلبابَ الله الذي جَلْبَبَك، قالت: وما هو؟ قال: بيتك. قالت: أَجَنَّك من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تقول هذا؟ ".
(¬2) في اللسان (أجل) أورد البيت كاملا، وعَزَاه لعَدِىِّ بن زَيْد:
أَجْلَ أنَّ لله قد فَضَّلَكم ... فَوقَ من أحكأَ صُلباً بإِزار
وهو في ديوانه: 94.
(¬3) سورة الكهف: 38.
(¬4) في الجامع لأحكام القرآن للقرطبى 10/ 405 وروى الشطر الثانى:
على هنَوَاتٍ كاذبٌ مَنْ يقولها