كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

والرُّمْح لا يُتَقلَّد، وإنما يُتقَلَّد السَّيفُ. وقال آخرُ:
* وزَجَّجْنَ الحواجِبَ والعُيونَا * (¬1)
والعُيون لا تُزجَّج إنما تُكْتَحل، وكذلك يَعطِفُون اسماً على اسمٍ، ثم يَكْنُون عن أحَدِهما اكْتِفاءً به عن الآخر، كَقَولِه تَعالَى:
{وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (¬2) وقَولِه: {ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أوْ إِثماً ثمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} (¬3). {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} (¬4)؛ لأن الَّذِى تُرِكَ دَاخِلٌ فِيمَا دَخَل فيه الَّذِى هُوَ معه.
وقال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} (¬5).
وأَنشد:
¬__________
= يا لَيْتَ زَوْجَكِ قد غَدَا ... مُتَقلِّداً سَيْفاً ورُمحَا
وتقديره: وحامِلًا رُمْحاً، وهو في غريب الحديث للخطابى 1/ 330، برواية المغيث.
(¬1) في اللسان (زجج) والنهاية (رغب)، وصدره:
* إِذَا مَا الغَانياتُ بَرَزْنَ يَوْماً *
وهو للرَّاعى النُّمَيرِى، وهو في غريب الحديث للخطابي 1/ 330 والخصائص لابن جنى 2/ 432، والِإنصاف لابن الأنبارى / 610، ومغنى اللَّبِيب بشرح السيوطى / 357.
(¬2) سورة التوبة: 62 {واللهُ ورَسُولُه أحَقُّ أن يُرْضُوهُ إنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ}.
(¬3) سورة النساء: 112 {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.
(¬4) سورة الجمعة: 11 {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.
(¬5) سورة التوبة: 34 {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.

الصفحة 825