كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

* رَمانِى بأَمرٍ كُنتْ منه ووالِدِى ... بَرِيئاً ... (¬1)
وقال البُرجُمِىُّ (¬2):
فمَنْ يَكُ أَمسَى بالمَدِينة رَحلُه ... فإِنِّى وقَيَّارٌ بها لَغَرِيبُ
وأما قَولُه تَعالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} (¬3) الهاءُ كِنايةٌ لِمَا، كأَنَّه قال على ظُهورِ ما تَركَبون، وقَولُه: {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ} (¬4) أَنَّث "مَا" ثم قال: {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ذَكَّر "ما" لأنَّه في اللَّفظ مُذَكَّر، كما قال تَعالَى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ} (¬5) ثم قال: {خَالِدِينَ} فجَعَل "مَنْ" واحِدًا في قَولِه: {قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}
وكقَولِه تَعالَى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (¬6).
¬__________
(¬1) عجز البيت في الكتاب لسيبويه ط هارون 1/ 75.
* بريئا ومن أجل الطوِيّ رَماني *
(¬2) هو ضَابِىء بنُ الحَارِث البُرْجُمِىّ، شاعر خبيث اللسان، عُرِف في الجاهلية، وأَدرَك الِإسلامَ، عاش بالمدينة إلى أَيَّام عثمان، مات نحو 30 هـ المعاني الكبير لابن قتيبة/ 735، 755، 763. وقَيَّار: اسم رَجُل، وقيل: اسمُ فَرَس، وقيل: اسمُ جَمَل ضابِىء، والبيت في خزانة الأدب 9/ 326، واللسان (قير)، وشواهد كتاب سيبويه 1/ 38، ومجالس ثعلب 2/ 530.
(¬3) سورة الزخرف: 13.
(¬4) سورة الأنعام: 139 {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا}.
(¬5) سورة الطلاق: 11.
(¬6) سورة البقرة: 112.

الصفحة 826