مَنْ ماتَ عَلَىْ رُقْعَةٍ" (¬1).
وفي ذلك إشارة إلى أن المؤمن قد يقع منه المعصية على وجه الخطأ والنسيان، ولا يضره ذلك إذا مات على توبة وإحسان، كيف وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} [طه: 115].
ويؤخذ من ذلك أن نسيان العبد وعصيانه مظهر لكرم الله وإحسانه؛ إذ لولا معصية العبد لما ظهر وصف العفو والحلم والعدل ونحوها.
ومن ثَمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالَّذِيْ نَفْسِيَ بِيَدهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوْا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُوْنَ، وَيَسْتَغْفِرُوْنَ اللهَ، فَيَغْفِرَ لَهُمْ". رواه الإمام أحمد، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (¬2).
ولنا في هذا المقام: [من السريع]
إِذا عَصَيْنا اللهَ عَنْ زَلَّةٍ ... عُدْنا إِلَى خالِصِ غُفْرانِهِ
وإنْ نَسِيْنا عَهْدَهُ إِنَّمَا ... نِسْياننُا مُظْهِرُ إِحْسانِهِ
وَلَمْ نُعانِدْهُ بِعِصْيانِنا ... مُذْ مُلِئَ الْقَلْبُ بِإِيْمانِهِ
* تَتِمَّة:
مقتضى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" (¬3): أن المتحابين في الله
¬__________
(¬1) ورواه الطبراني في "المعجم الصغير" (179)، وضعف إسناده ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص: 165).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 359)، ومسلم (2794).
(¬3) تقدم تخريجه.