كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 1)

وروى الطبراني، ومن طريقه أبو نعيم عن زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حَمْنَة رضي الله عنها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تستشيره، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُها كِتابَ رَبِّها وَسُنَّةَ نبِيِّها"؟ قالت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "زيدُ بْنُ حارِثَة - رضي الله عنه - "، فغضبت حمنة غضباً شديداً، فقالت: يا رسول الله! أتزوِّجُ ابنة عمتك مولاك؟ قالت: وجاءتني فغضبت أشد من غضبها، فقلت أشد من قولها، فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] الآية قالت: فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إني أستغفر الله، وأطيع الله ورسوله، وأفعل يا رسول الله ما رأيت، فزوجني زيداً.
وكنت أزري عليه، فشكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ الله"، فقال: يا رسول الله! أنا أطلقها، قالت: فطلقني، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل على بيتي وأنا مكشوفة الشعر، فعلمت أنَّه أمر من السَّماء، فقلت: يا رسول الله! بلا خطبة ولا إشهاد؟ فقال: "اللهُ الْمُزَوِّجُ، وَجِبْرِيْلُ الشَّاهِدُ" (¬1).
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 39)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 51). قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 110): والحسين ابن أبي السري ضعفه أبو داود وغيره، وحفص بن سليمان الأسدي قال البخاري: تركوه.

الصفحة 442