فَلا تَحْقِرَنْ شَخْصاً وَأَنْتَ خَلِيْلُهُ ... فَكُلُّ امْرِئٍ يَصْبُوْ إِلَىْ مَنْ يُجانِسُ (¬1)
وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول: لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر؛ فإن أشكال الناس كأجناس الطير، ولا يتفق نوعان من الطير في الطيران إلا وبينهما مناسبة.
قال: فرأى يوماً غراباً مع حمامة فتعجب من ذلك، وقال: اتفقا وليسا من شكل واحد، ثم طارا، [فإذا هما أعرجان] (¬2)، فقال: من هاهنا اتفقا.
قال حجة الإسلام: ولذلك قال: كل إنسان يأنس إلى شكله، كما أن كل طير مع جنسه (¬3).
وقد روى الإمامان؛ البخاري من حديث عائشة، ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَرْواحُ جُنُوْدٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْها ائتُلَفَ، وَما تَنَاكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ" (¬4).
¬__________
(¬1) قلت: ومن ذلك قولهم:
وميلُ الغصنِ نحوَ أخيه طَبعٌ ... شبيهُ الشيءِ منجذبٌ إليهِ
(¬2) زيادة من "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 162).
(¬3) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 162).
(¬4) رواه البخاري (3185)، ومسلم (2683).