فَما تَناكَرَ مِنْها فَهْوَ مُخْتَلِفٌ ... وَما تَعارَفَ مِنْها فَهْوُ مُؤْتَلِفُ (¬1)
وقد روى الإمام أحمد، والحسن بن سفيان في "مسندهما" عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن امرأة بمكة كانت تُضحِك النِّساء، وكانت بالمدينة أخرى، فنزلت المكيَّة على المدنيَّة، فدخلت على عائشة، فأضحكتها، فقالت: أين نزلتِ؟ فذكرت لها، فقالت: صدق الله ورسوله؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الأَرْوَاحُ جُنُوْدٌ مُجَنَّدةٌ"، الحديث (¬2).
وروى البخاري في "أدبه"، والطبراني في "معجمه الكبير" عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ رُوْحَيِ الْمُؤْمِنَيْنِ يَلْتَقِيانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَويم وَلَيْلَةٍ، وَما رَأَى واحِدٌ مِنْهُما وَجْهَ صاحِبِهِ" (¬3).
¬__________
(¬1) البيتان لأبي نواس، كما في "أخبار أبي نواس" للأصبهاني (ص: 256).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 295) عن أبي هريرة مختصراً، ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (9039). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 469): أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده بسند حسن، وحديث عائشة عند البخاري تعليقا مختصراً بدونها.
(¬3) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (261)، والإمام أحمد في "المسند" (2/ 220). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 274): رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني.