أنِّي لَقِيْتُ إِخْوانِي، الَّذِيْنَ آمَنُوْا بِيْ وَلَمْ يَرَوْنيْ" (¬1).
ولفظ أبي يعلى: "مَتَىْ ألقَىْ إِخْوانِيَ؟ " قالوا: يا رسول الله! ألسنا إخوانك؟ قال: "بَلَىْ، أَنْتُمْ أَصْحابِيْ، وإِخْوانِيَ الَّذِيْنَ آمَنُوْا بِيْ وَلَمْ يَرَورنيْ" (¬2).
وروى أبو يعلى، والبزار، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: كنت جالساً مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَنْبِئُوْنِيْ بِأَفْضَلِ أَهْلِ الإِيْمانِ إِيْماناً"، قالوا: يا رسول الله! الملائكة عليهم السلام، قال: "هُمْ كَذَلِكَ، وَيحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَما يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللهُ تَعَالَىْ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِيْ أَنْزَلَهُمْ بِهَا! " قالوا: يا رسول الله! فالشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء؟ قال: "هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَما يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ اللهُ تَعَالَىْ بِالشَّهادةِ مَعَ الأَنْبِياءِ! بَلْ غَيْرُهُمْ"، قالوا: يا رسول الله! ومن هم؟ قال: "أَقْوامٌ فِيْ أَصْلابِ الرِّجالِ يَأْتُوْنَ بَعْدِيْ يُؤْمِنُوْنَ بِيْ، وَلَمْ يَرَوْنيْ، وُيصَدِّقُوْنيْ، وَلَمْ يَرَوْنيْ، يَجِدُوْنَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُوْنَ بِما فِيْهِ، فَهَؤُلاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الإِيْمانِ إِيْمَاناً" (¬3).
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 155)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5494).
(¬2) رواه أبو يعلى في "المسند" (3390).
(¬3) رواه أبو يعلى في "المسند" (160)، والبزار في "المسند" (289) وقال: وإنما رواه الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم مرسلاً، والحاكم في "المستدرك" (6993).