كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: مقدمة)

نعم، نبَّه المؤلِّفُ - في بعض المواطن - إلى ما لا أصلَ له، أو هو موضوع؛ كتنبيهه على ما اشتُهر على ألسنة الناس من قولهم: لعنَ اللهُ اليهودَ، ثم اليهودَ، ثم أمواتَ النصارى، فقال: وليس هذا الحديث بحديث أصلاً، وإن وقع في فتاوى الشيخ شهابِ الدين أحمدَ بن عبدِ الحقِّ المصريِّ ما يُوهم أنه حديث؛ فإني تفحَّصت عنه كثيراً، فلم أجده (¬1).
- تساهل المؤلف - رحمه الله - في اعتماد ما هو منحطٌّ عن درجة الاستشهاد والاحتجاج، ومن ذلك: قولُه في حديث: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" الذي قال فيه الحافظ ابنُ حجر وغيرُه: لا أصل له، قال المؤلف: هذا اللفظ معناه صحيح، وأما من حيثُ النقلُ، فإن العلماء الذين نقلوه حديثاً ثقاثٌ، فالأَولى حملُ أمرِهم على أنهم ظفروا به مسنَداً، ولم نظفر نحن به (¬2).
وكقوله في حديثِ تكليمِ الحمارِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: وهذا الحديثُ - وإن أنكره ابنُ حبانَ، والمدينيُّ، وغيرُهما من الحفاظ - إلاَّ أنه يُستأنس به لهذا النوع (¬3).
وكقوله عن حديث: "ثَلاَثَةٌ يُجلِينَ البَصَرَ": ومجموعُ طرقه ترفعه
¬__________
(¬1) انظر: (7/ 293).
(¬2) انظر: (5/ 270 - 271)، وانظر تعليقنا هناك.
(¬3) انظر: (12/ 182).

الصفحة 56