كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 1)
وأَمَّا الوَقْفُ على المَوضِعِ الذي تَمَّ بهِ المَعْنى (¬1)، فهوَ على قوله سبحانَه: {إِلَّا اللَّهَ} على قولِ منْ زَعَم أنَّ الراسخينَ لم يعلموا تأويلَهُ، وهمْ أكثرُ أهلِ العلمِ منَ المُفَسِّرينَ وغَيْرِهم، ويكونُ {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} مُبْتَدَأَّ بَعدَ وَقْفٍ، ويشهدُ له قراءةُ عبدِ اللهِ: (إنْ تأويلُه إلَّا عندَ اللهِ) (¬2)، وقراءَةُ أُبَيٍّ وابنِ عباس -رضيَ اللهُ عنهُما-، (ويقولُ الرَّاسخونَ) (¬3) الآية.
الثانية: قوله -جَل جلالُه-: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
¬__________
= قال: المحكم: كل ما اتضح معناه، والمتشابه: ما خفي معناه.
انظر: "البرهان في أصول الفقه" للجويني (1/ 422)، و "الإحكام" للآمدي (1/ 1/ 218)، و "البرهان في علوم القرآن" للزركشي (2/ 79)، و"شرح مختصر الروضة" للطوفي (2/ 47)، و "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (1/ 124)، و"إرشاد الفحول" للشوكاني (ص: 31).
(¬1) انظر أقوال العلماء في الوقف عند هذه الآية: المصادر التالية:
"شرح مختصر الروضة" للطوفي (2/ 52)، و "تفسير ابن كثير" (1/ 462)، و"البرهان في علوم القرآن" للزركشي (2/ 83)، و "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (1/ 130)، و "التمهيد في علم التجويد" للجزري (ص: 182)، و"الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي (1/ 649)، و "إرشاد الفحول" للشوكاني (ص: 32)، و "مذكرة في أصول الفقه" للشنقيطي (ص: 75).
(¬2) قرأ بها ابن مسعود، وقرأ الباقون: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}. انظر: "تفسير الطبري" (6/ 204)، و (معاني القرآن) للفراء (1/ 191)، و "الكشاف" للزمخشري (1/ 176)، و "البحر المحيط" لأبي حيان (2/ 384). وانظر: "معجم القراءات القرآنية" (2/ 7).
(¬3) قرأ بها أُبي وابن عباس وطاوس، وقرأ الباقون: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا ...}. انظر: "تفسير الطبري" (6/ 202، 204)، و "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 310)، و "الكشاف" للزمخشري (1/ 176)، و "معاني القرآن" للفراء (1/ 191). وانظر: "معجم القراءات القرآنية" (2/ 7).
الصفحة 104